الأربعاء، 31 أغسطس 2011

مثقفـــــون برتبـــة كتـــاب تقاريـــــــر


وفي صدد الحديث عن تلك السنة الكونية سنة الصراع بين الحق والباطل استوقفني ثمة شيء يمزج بين الباطل العميق وعدم احترام الإنسان لآدميته العميقة أيضا ، واقصد هنا المثقفون على اختلاف أنواعهم وتفاوت ثقافتهم سواءا كانوا كتابا أو شعراء أو مبدعون بحسب وصف المجتمع والواقع الذي نتعايش فيه لهولاء .
وقبل الخوض في حقيقة ما رأيته من هولاء المثقفون
أو من يدعون الثقافة .. ارغب أن أطلق تسمية أو مصطلحاً على المثقف ومن يدعي في شأن من شئون ثقافته أنه كاتبا أو شاعرا أو مفكرا اسميه بـ(صاحب الآدمية العميقة) ، لأنه انسانا متفردا ومميزا فوجب أن تكون له خصائص تميزه عن غيره من الناس . . فمثلا ان سألنا عن شيء مميز في رجل عادي وجدنا فيه شيئان ..
نعم صاحب الآدمية العميقة وإذا لم يكن هناك فارق بين الفرد العادي في المجتمع والفرد أو المثقف على مستوى الظاهري والمستوى الموضوعي .. فما فائدته اذن للمجتمع الذي يعيش فيه والذي يصفه بالمبدع والمفكر ؟ .
فمن جانبي افترض في الكاتب والشاعر والمفكر آدمية عميقة تحولت من مرحلة الصحة من منظور حكم البشر على الأشخاص إلى منظور الاكتمال بحسب الزاوية والركن الذي يمثله إبداعه .. فمثلا الشاعر افترض فيه آدمية عميقة تتخطى حدود عواطف البشر العاديين بدقة في الإحساس بمن حوله والعطف عليهم ، لان إبداعه افترضه لنفسه في هذا الشيء وافترض المجتمع فيه ذلك ليراه ظاهرا وموضوعا بهذا المنظور والقياس لكل حالة مشابهه .
وما أحسست به قبل زوال النظام السابق ""أن بعضا ممن ينسبون لأنفسهم الثقافة والإبداع كانوا عيونا تخابر علينا وتخابر على أنفاسنا في حال صراخها معهم من هول ما رأيناه وما نراه من هول الفساد في الوطن " وتأكد لي خيانتهم لمبادئ المثقف صاحب الضمير اليقظ الذي لا يرضى بالظلم على وطنه واهله ، تأكد بعض سقوط كل الأقنعة الزائفة عن الوطن بأشخاصه الزائفون ولكن ذلك أتى بما يمثله من صدمة شديدة على قلبي الذي التمس له عذر الإرهاق بعد مشاجرة شديدة فيما بينه وبين العقل على فيض معقول هذا الأمر ومقبول أم غير مقبول .
ما أشد المعصية! .. عندما تأتي من الطائعين ومن يوجهون الناس الى الطاعة بانواعها سواء كان توجيههم لطاعة الرب أو القانون .. فكما صدمنا القدر في حاكم لمصر كنا قد التمسنا فيه مباديء الوطنية الخالصة والتضحية والفداء من اجل الوطن الذي تربينا عليه كلا بحسب بيئته المختلفة سواءا كانت مدنية أو قبلية أو ريفية ، إلا أنه اظهر خيانة لوطنه وشعبه كانت تتضح ضمنا وتأكدت حقيقة بعدما فتحت الملفات بدون حواجب وحواجز .. كانت تظهر خيانته لقسم الوطن والدين مع كل صرخة مريض أصابه المرض جراء فساده وفقير أصابه الفقر جراء التمييز الاجتماعي ومع صرخة كل شهيد قتل بيده وبيد اتباعه .
وما اشد خيانة على قلبي من خيانة قد لاقيتها من ثمة من هولاء المثقفون .. وحيث كنت أتحدث بعين الصداقة وبعين القلب الذي تربى على الحرية.. فإذا بها تصرخ في كل سامر ومجلس لترفض وتعارض ما كان يحدث ويحدث حتى الآن على ارض مصر .. فإذا بهم عيونا ترصد وترقب لتخبر وتخابر وتحذر بعد ذلك .
والحقيقة برأيي انه كما كان لكل قوم نبي بعث فيهم برسالة الدين ليكون نبي أو رسول حالة ، فيأتى بإصلاح وبهدى شامل كرسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. فأنني أرى أن المثقفون أو أصحاب الآدمية العميقة كما سميتهم سابقاً هم أنبياء ركن ، بحسب اركانهم التي تخصصوا فيها ومدى سمو رسالتهم بسمو ما يعطونه للمجتمع في مجالاتهم ، فيصح أن أقول أن فلان رسول الشعر أو رسول فكر ولهذا يجب أن يكون الشغل الشاغل لكل من يصفهم المجتمع بالمثقفون والمبدعون أو ينسبون لأنفسهم ذلك أن ينشغلوا دوما بسلوكياتهم التي يجب أن تناسب دوما وتبحث عن الترابط بين الفرض الذي يجب أن تكون عليه وبين أفعالها في الواقع ..
وليس من أصوليات ومباديء رجال الثقافة والفكر والإبداع الحقيقي أو حتى من مسلك الفرد العادي أن يكون المثقف رجل مخابرات يتخابر لصالحة الأمن على حريات الآخريات ويكون عصا الأمن التي يهش بها أحيانا لتحذر وتنذر أو تخيف ..
ومن اجل ما سبق أتحدث في مظهر من غموض بمبدأ ستر عورات الآخرين اكتفاءا بأن من تعرى يعلم عورته.. واناشد بعض المثقفون حاضرا أن يحترموا خصوصية حالتهم وان يكتفوا بما قدمته عيونهم من تلصص وتجسس على الآخرين في حق عهد فاسد منقضي وينصرفوا ليتوب إلى الله عن كتابة التقارير مرة أخرى وحرق اللاحق منها ولا يتحير في ذلك ، ويترك كتابة التقرير لمن يختص بهذا الشأن ممن يحبسون حريات الآخرين قولا وفعلا في كل زمان ومكان .
فالحقيقة التي أومن بها أن لكل عصر فاسدوه ولن تخلو مصر حتى بعد الثورة من بعض من يعدون على شعبها الأنفاس والحريات .. نعم يعدوها علينا في نسبة وتناسب من منظور الصالح الخاص الخفي الذي يظهر ليمتطي الصالح العام الظاهر .
واني أقول ذلك ليس من منظور الخوف أو التخوف من شيء ، وانما للنصح حتى نتقدم بأوطاننا ولأنني لا المس التقدم في وطن عندما يذهب المصلون فيه الى مسجد يجدوه حانة للشراب لا صرحا للعباده كما حدث معي وذهبت بثقافتي لأجد من يشد عضدي أو يواسيني في بعض المفاهيم حتى اصححها وتكتمل فكرا أو حالا فاذا بي اجدهم قادة في الجاسوسية للنظام القديم ولنظام جديد يعدون التقاير مقدما لاستقباله وهم أما مأجورين في ذلك أو مستخدمون وهم لا يعلمون .

محمد جلال عبدالرحمن











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق