الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

الإعلام المصري ومدرسة جوزيف غوبلر



منشور بجريدة الشروق تجدونه من خلال هذا اللينك http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=28092011&id=5d9ffefe-c076-4638-a504-d276015635ebبقلم محمد جلال عبدالرحمنجوزيف غوبلر هو وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية، وأحد أبرز أفراد حكومة هتلر لقدراته الخطابية.

كان في بداية عهده من المعارضين لانضمام أدولف هتلر للحزب النازي ولكنه غير وجهة نظره في ذلك, وأصبح من المؤيدين لهتلـر بل لعب دورا ً مهما في الترويج والنشر للفكر النازي... إلخ.

وفي شأن الحديث عما يجري في مصري، فالحقيقة أن ما يقوم به الإعلام المصري منذ سنوات طويلة في مصر مشابه تماماً للدور الذي قام به جوزيف غوبلر، بل إنني اعد الإعلام المصري مدرسة من مدارس جوزيف غوبلر التي تتفرع فروعها في عالمنا العربي.

بينما صور جوزيف غوبلر أدولف هتلر للألمانيين على أنه المنقذ لهم ولألمانيا كان الإعلام المصري يمارس نفس الدور والتوجه، بالنسبة للرئيس المخلوع وللحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يمثل سياسة مبارك في شأن طغيانها على إرادة الشعب وإقلالها من كرامة المواطن.

وبينما كان يتبني دوماً إقصاء الآخرين ونزع الحريات من أصحابها من اجل أدولف هتلر حتى انه قال في مقولة شهيرة عن المثقفين "كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي" كان الإعلام المصري يمارس نهج الاستثمار في نفوس الشعب المصري بما يوجهه به النظام المصري الفاسد قبل الثورة بما في ذلك من تشويه صورة الإسلاميين على أنهم اساطيراً في الشراسة والتشدد وتشويه صورة الأحزاب وكل معارض يقف في طريقه ولو بالكلمة.

يجب ألا ينسى الشعب المصري الإعلام وألا يعطيه فرصة أخرى ليغرر به، كما غرر به وأضله عبر سنوات طوال، فقد صور له الدكتاتورية على أنها ديمقراطية مفرطة، فقد كان الديكتاتور يتجدَّد انتخابهُ بالتزوير ورغم أنف الجميع أو هو ينتخب نفسه، ويقول إنَّ الشعب قد انتخبه وإنه جنى ما جناه من رأي ومطلب الشعب، مُعتبراً أنهُ هو الشعب والشعب هو من حين إلى آخر.

كان الإعلام المصري في معظم أحواله كاذباً وفي كذبه كان يتبنى أيضا شعار شهير لجوزيف جوبلر يقول: «أكذب حتى يصدقك الناس» وما زال حتى الآن يقوم بنفس الدور ولكن لآخرين غير السابقين.

إن الإعلام الفاسد والمأجور أشد على الوطن من أعدائه فهو سهماً مسموماً يطعن الوطن بقوله وخداعه وخاصة بعدما أصبحت ثقافة الأغلبية "ثقافة تلقي" فقوله ينصت إليه ويشاع فيغتر به السفهاء، وينقاد بسببه الأغبياء، الذين لا يدركون الحقيقة ولا يفهمون المعاني فيعتقدون الحق باطلاً والباطل حقاً ويجدون راحة في الفوضى.

وعلى الرغم أنني كنت أطمح مع الطامحين أن يتغير الإعلام المصري بعد الثورة تغيراً كاملاً ودقيقاً يهز شياطين الإعلام المصريين اللذين يتعاونون فيما بينهم ويعينون الخوارج وهم جزءاً ليس بالقليل من أبناء الشعب المصري يعين كلا ًمنهم الآخر على الضلال.

أن المعركة طويلة وان الإصلاح عميق ولن تبتر جذور الإعلام الفاسد في مصر الذي أوجده نظام مبارك عن قريب أو بيسر كما يتصور الآخرون... فعندما يقضى على شياطين الإعلام في مصر ينصلح حال الكثيرين من أبناءه لأن الخوارج تحتاج من يسوسهم وقد اثبت الإعلام قبل الثورة انه كان يسوس ويدعوا لجمع كبير من شياطين كانت تخرب وتدمر وتسرق وتقتل باسم الوطن.

ومن أجل ذلك أرى أن الإعلام المصري فرعاً من مدرسة جوزيف جوبلر في مصر الذي تمكن من أن يقود لفكره النازي مع أدولف هتلر عشرات الملايين من الألمان و يجب أن نعمل مع ذوي الشأن على إغلاقها وإنهاء تدريس مناهجها في مصر.

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

دعاتنـــــا... و«الطواغيـــــــت»!


منشور بجريدة الحياه اللندنيه 
من خلال هذا اللينك
الأحد, 11 سبتمبر 2011
محمد جلال عبدالرحمن - الرياض
الدعوة إلى الله جزء لا يتجزأ من حياة المسلم وما أشد حاجتنا إليها ليستقيم الاعوجاج في سلوك الناس، أو بعض من تخاطبهم القواعد الشرعية التي أوجبها الله على عباده بوجوب العمل أو بالامتناع عن الإتيان بهذا العمل.
وحدد العلماء موضوع الدعوة بناءً على ما فهموه من النصوص ودرسوه من سيرة النبي «صلى الله عليه وسلم»، فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «الدعوة إلى الإيمان به، وما جاءت به رسله، وطاعتهم في ما أمروا».
وإن من ضرورات الدعوة إلى الله ومنهاجه القويم أن يكون الداعي قدوة ونموذجاً ينظر عند اختياره اختياراً خاصاً يتحلى بالصبر والتواضع والصدق، فالله عز وجل اختار رسله وأنبياءه في عناية فنظر إلى مكانتهم وإلى تربيتهم، ولهذا وجب أن يكون الداعي قدوة ونموذجاً يحتذي به، فلا يصح أن يأمر الداعي بما لا يأتي به مصداقاً لقوله تعالى: (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
كما يلزم أن توجه دعوة الدعاة في صورة عامة ومجردة، فالعموم هو أن توجه دعوتهم بالإصلاح إلى جميع الوقائع التي تتحقق شروطها فيها، فلا يجوز أن نقصي قاعدة ملزمة لأنها خاطبت غنياً أو مسؤولاً أو حتى إذا خاطبت حاكماً ونأتي بها لتطبق على الفقراء والضعفاء، أما التجريد في الدعوة فهو أن تكون موجهة إلى جميع الأشخاص من دون شخص بعينه ومن دون استثناء بحسب القوة أو الضعف أو المركز الاجتماعي.
والحقيقة أن هذا مغاير لما نراه اليوم بكثرة في نطاقنا العربي في شأن دعوة الأئمة والدعاة والمصلحين التي تستثني وتعدد، والمثال في ذلك ما حدث بمصر سابقاً من ظاهرة الفساد المالي والإداري والأمني التي كانت تسود وتبسط نفوذها على رقاب العباد وأحوالهم في ظل النظام البائد من دون أن تلحق صحوة الدعاة كلمة لولاة الأمر أو الفاسدين، وما يحدث الآن في سورية ووقوف بعض الدعاة من نظام بشار الأسد موقف المتفرج وصمتهم عن أفعال بشار وقتله لشعبه وارتكابه المجازر، وما كان بليبيا عبر سنوات طوال بيد حاكمها معمر القذافي واستبداده بشعبه من دون أن توجه له دعوات الإصلاح ممن يخافون الله في دينهم وفي أوطانهم.
وهذا يدعوني للتساؤل، هل تقتصر دعوة الإصلاح التي قامت عليها أساساً الدعوة الإسلامية على أداء الصلاة أو الصوم أو أداء الزكاة فقط... إلخ من الفروض والعبادات؟ من دون أن تهتم بإصلاح أحوال البشر وتنظيم سلوكياتهم مهما نزلوا ومهما علوا، هل تكون الدعوة عبثاً إذا وجهت برفع يد المعتدي عمن يعتدي عليه ولرد المظالم؟ ألا تعتبر دماء المسلمين حرمة يجوز معها توجيه الدعوة إلى المعتدين مهما قلت أو علت درجاتهم في الدنيا؟
وبرأي أقول إنه لا شك أن موضوع الدعوة لا يتغير بتغير ميدان ومحيط الدعوة، وإنما الذي يتغير هو طريقة الدعوة في كل شأن بما يناسب ميدان الدعوة، فالصلاح الذي تدعو إليه الدعوة يجب أن يكون على العموم من دون حصر الدعوة على موضع من دون آخر، والأصل أن الدعوة يجب أن تهتم بالإسلام الشاـمل الذي يشـــــمل العقيدة والعبادة والأخلاق، كما توجه إلى فرائض الصوم والزكاة والحج توجه أيضاً إلى سلوك الأفراد داخل المجتمع وما يشمل ذلك من إصلاح ذاتي.
وفي ذلك يقول الشيخ محمد نمر الخطيب إن موضوع الدعوة هو الدعوة إلى الدين الحق وهو دين الإسلام بالانتساب إليه والحث عليه والنداء به والجهر بمبادئه والسؤال الدؤوب عنه وجمع الناس كافة للالتفات حوله والسير على طريقه القويم وهديه المستقيم.
ويجب على الداعية أن يوجه دعوته في أولويات، وأن يتنبى قاعدة الأهمِّ ثمَّ المهمّ، فلا توجه الدعوة في الفروع فقط ويترك الأصول، بل من الأفضل أن يوجه العناية ناحية الأولويات الملحة ليتم في النهاية تحقيق الهدف من دعوات الإصلاح التي يندرج عمل الدعاة فيها، حتى أن القرآن الكريم في ذلك يوجهنا إلى مراعاة الأولويات، فلا يصح أن نقدم ما يجوز فيه التأخير ونتركه حتى يأتي موعده ولا يصلح أن نؤخر ما يستلزم التقديم قال تعالى «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون».
وحتى لا ترهن أهداف الدعوة إلى الله على هوى الاجتهادات الشخصية ومدى ضعفها وقوتها ولكن يجب أن يكون ذلك وفقاً لما أمر بالله عز وجل من أخلاق وآداب الإسلام لابد أن توجه في إطار عادل وفي سهولة ويسر ولطف وإشفاق بالمتلقي وفي أوقاتها بغير عنف أو شدة أو تحقير من شأن الآخرين مع إنزال كل إنسان منزلته عملاً بما جاء في الأثر «نحن معاشر الأنبياء أُمِرنا أن ننزل الناس منازلهم»، فرجل الدين بصفة عامة بالنسبة للمتلقي يجب أن يكون كالطبيب بالنسبة إلى المريض.
ويجب العودة لما كان عليه رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته وأخلاقه فهو القدوة للبشرية، ولهذا فعلى الداعية أن يكون فقيهاً في وجهته التي يتوجه بها من الدعوة إلى الله وفق المنهج الذي شرعه الله لعباده، وعليه أن يستزيد ويستفيض من العلم حتى ينأى بنفسه عن الدخول في مواضع تضخيم الحدث على رغم انعدام الإثم عليه أو التهوين من قيمة الحدث أو الواقعة على رغم ضخامتها، وذلك يكون بالتفقه في الدين وربط الشرع بالواقع والاستعانة بأهل العلم.
ثم إن من طبيعة الناس أنهم لا يقبلون من يطيل أو يتطاول عليهم ويحتقرهم أو يستصغرهم ويتكبر عليهم حتى ولو كان ما يقوله حقاً وصدقاً، والناس تغلق آذانها عمن يتكبر عليها وتغلق قلوبها من دون نصحه وإرشاده، لذا فيلزم على الداعية ألا يقلل أو يسفه من الآخرين ولا ينظر إلى الآخرين على أنهم ناقصو الإيمان.
وقدوتنا في ذلك رسول صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن في حياته اليومية في بيته ومع أزواجه وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، بل وحتى مع أعدائه من الكفار والمنافقين، يتأدب بآدابه التي شرعها الله قال تعالى: «وإنك لعلى خلق عظيم»، وعن عائشة رضي الله عنها قالت «كان خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم القرآن»، رواه مسلم. وعن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً»، متفق عليه.

جنوب السودان في عيون مصر

منشور بصحيفة المصريون


http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=78628

بقلم: محمد جلال عبدالرحمن   |  21-09-2011 00:20

لا يخفى على أحد الدور الذي تقوم به أمريكا منذ فترة طويلة نحو تسليح جنوب السودان بأحد وأحدث الأسلحة حتى تعدها لعداوة السودان والمنطقة العربية بأكملها في المستقبل .
وقد حدث الانفصال سريعاً في ظل صمت من الحكام العرب حتى وكأنك ترى ذلك انه كان نتيجة اتفاق الحكام العرب مع أمريكا والاستسلام لرغبتها التي لا تنكر نحو انفصال الجنوب وخلق قاعدة جديدة وقوية لها في قلب النطاق العربي او زرع سيفا ًغربيا بجوار القلب العربي "مصر" .
وقبل أن يتم الإعلان عن استقلال الجنوب بشكل رسمي تدفقت عليه الأسلحة والتمويل الأمريكي حتى يكون الشوكة الدائمة في حلق العرب وهذا ما أكده رئيس البعثة السودانية بكينيا السفير "مجوك واندونق" في تصريح لصحيفة الانتباهة حيث قال فيها إن هناك دفعة أولى وصلت من شحنة الأسلحة وصلت عبر ميناء ممباسا الكيني تحتوى على مدفعية ثقيلة وبعيدة المدى بجانب ذخائر وصواريخ مضادة للطائرات أمريكية الصنع كما أن هناك دفعة ثانية قد دخلت الجنوب عبارة عن عتاد عسكري ضخم يضم سيارات لأند كروزر ومدرعات حديث بجانب ملابس وأحذية للجيش الشعبي.
ولا غرو في دعم الغرب والمستعمرين وتهيئة الفرص لانفصال جنوب السودان ثم مساندتها في إعلان الاستقرار وذلك من اجل منافعها ومصالحها في الجنوب وأيضا لأجل إحكام المزيد من السيطرة وإطلاق المزيد من المعاونين لهم في المنطقة العربية .
ولكن ما يدعو للأسف هو الدعم العربي لاستقلال جنوب السودان بما فيها مصر التي دعمت الانفصال في عهد حاكمها المخلوع مبارك ولا زالت حتى بعد ثورتها المجيدة تدعم الاستقلال حيث حيث أكدت الحكومة المصرية أنها تعترف بدولة جنوب السودان ، وأنها ستكون ثاني دولة تعترف بجمهورية الجنوب بعد السودان ثم قرارها بدعم جنوب السودان بمبلغ 240 مليون دولار كمنحة غير قابلة للاسترداد .
كان المؤسف أن يدعم مبارك انفصال جنوب السودان بوصفه حاكماً لأكبر دولة عربية في المنطقة وما كان من مبرر لذلك سوى انه كان خادماَ كبيراً للسياسة الامركية والغربية إلا أن عهد مبارك قد انتهي وقد خلعه الشعب .
وعلى الرغم من انه قد أتى بعد عهد الحاكم المخلوع مبارك حكومة ثورية يفترض أنها تعبر عن نبض الشارع المصري والعربي ومدى معرفته أن لا خير سيأتي على العرب وعلى مصر بوجه الخصوص من انفصال جنوب السودان ، وان الجنوب قاعدة جديدة انشأها الأمريكيون والصهاينة لتخدم مصالحهم وتدير أوضاعا من خلال تحكمهم في إمكانيات تلك المنطقة جغرافيا واستراتيجياً إلا أن الحكومة المصرية قد لعبت دورا ً في الاعتراف بجنوب السودان ودعمه أيضا .





ولا ادري ما هي طريقة التفكير التي تتبعها الحكومة المصرية بإعلانها الاعتراف بالاستقلال ثم دعمهم في ظل الوضع الاقتصادي التي تمر به البلاد إلا تدرك خطورة تلك الدولة التي أعلنت عن وجودها ظاهراً باسم الجنوب والتي يقف خلفها دعما وحراكا من الغرب ؟ .
ألا تدرك الحكومة المصرية بعد ثورتها المجيدة وخاصة بعد أن قرر الشعب الذي كان غافلا عندما أعطى قيادة وطنه لعملاء وفاسدون أنه لن يتدخل في شئونه أمريكا او الغرب مرة أخرى مدى خطورة أن يكون لإسرائيل وأمريكا قاعدة تتمثل في دولة تنشأ بفكر جديد وببنية جديدة وبشكل جديد يعدها هولاء من الألف إلى الياء ؟ .
وما رأي الحكومة المصرية عندما علمت أن رئيس جنوب السودان "سلفا كير" قد أعلن استجابته لطلب النائب بالكنسيت "داني دانون" عن حزب الليكود بافتتاح سفارة إسرائيلية في بلاده وكذلك موافقة "دانون" على افتتاح سفارة للجنوب بتل أبيب ؟، كما أن النائب بالكنيست قد التقى برئيس برلمان جنوب السودان "دانيئيل أكوت" حيث اثني على سياسة إسرائيل واعتبرها نموذجاً .
ولا ادري لماذا يتعمد المسئولون في مصر أن يكونوا في حالة غياب عقلي عما تقره الوقائع والحقائق التي لا تنبأ إلا عن أن الغرب يتداعى علينا شيئاً فشيئاً حتى أنه قد اقترب من مأكلنا ومشربنا وملبسنا ويجب ألا ننساق وراء سياسته في الاعتراف بهذا أو ذاك ، ولا أدرى لماذا يأتون بخطأ استراتيجي كبير لا يمكن تفسيره ولا تبريره ؟ ..
وأن ما تقوم به أمريكا وإسرائيل في دولة جنوب السودان وما يفعله رئيس جنوب السودان وما تفعله مصر حاليا من اعترافها باستقلال الجنوب ثم دعمها نهاية .. يدعوني لطلب الإجابة على تساؤل يطرحه الواقع .. ما هي دولة جنوب السودان في عيون مصر وكيف تراها ؟ ..

law_eg2011@hotmail.com 

الجمعة، 9 سبتمبر 2011

عازفــــــةُ الكمــــــــــــــان



قصيدة الشاعر المصرى
محمد جلال عبد الرحمن

أًسبحها أُسبحها..
وفي ..
عزفها الموحيِ..
نعيمُ خواطرِي
أطلــتْ..
وبين أصابِعهَا ..
فــنُ..
من العــزفِ..
لم يخطر ..
على بالِ ساحــرْ
رشفتُ..
من أوتارِها حلماً عميقاً
وسرتُ..
بين يديها..
فنانُ ندي الخواطرْ
هي كالدنيا ..
تراها فتنة ساحرْ
وتعبدُ في سكونِ طاهـرْ
رق السلام بين أكفها
حتى كأنه..
عتق خمرٍ شاطرْ
وقد ..
رقَ الجمالُ على أوتارها
حتى كأنه..
مرور ملوكٍ ..
بالأزاهير عاطرِ
وقد رقّ الصفاء ..
في العينيــــن
حتى كأنــه ..
صحائـــف..
حُلــمٍ حســـانُ البشائــــرْ 
وقد لانَ الخطو منهـــا ..
حتى كأنــــه ..
روضٌ ..
جرت بــــــه..
آفــــــاق البصائــرْ
فيـالـــكِ ..
مـــن عشـــــقٍ! 
ومعنـــى الكمـــال ..
عـــن كـــــل آتِ وغابــرْ

السبت، 3 سبتمبر 2011

فلسفة الثورة ومقياس نجاحها (1)

إن ثمرة الثورة تجعل في نفس كل ثائر أو مواطن النظرة والترقب النفسي في انتظار النتائج التي تترتب عليها من قيم عميقة لا تنحصر فقط في مجرد تنظيم أو تكريس الحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية بل في إعطاء الحرية والمساواة والعدالة منظوراً آخر ومردودا مغايرا لما كان عليه نظامها بكل مؤسساته فيما سبق حتى انك ترى ان كل فرد في الدولة بات حراً يقول ويفعل ما يشاء وتساوى الفقير مع الغني ان لم يكن ذلك ظاهراً فيكن هناك عدم رضاء النفسي عن تلك الفوارق .
وتلك الرغبة الملحة أو النظرة الشعبية تنتظر الفاعلية في تنفيذ القوانين التي كانت موجودة في عهد ما قبل الثورة إلا أنها كانت ملغاة أو لا تفعل وتنفذ عند أشخاص أو نطاقات محددة قد يعتبرها الفاسدون على المواطنين مناطق مظلمة وقد تعمدوا لها ذلك خوفاً من اختراق ضوء القانون إليها ليكشف عوراتهم .
وان العبرة من الثورات ومقياس نجاحها هو مقدار العمق والدقة للنظام الجديد في كافة المجالات من ناحية الفاعلية ، لان ذلك هو الأساس الذي نشأت من اجله الثوره.. ذلك الذي يستنبط او يستدل عليه ايضاً من إكساب المواطن حقوقه التي كانت مهدرة حتى ولو كانت هناك قوانين ترعى تنفيذها إلا أن واقع الحاكمين أو القائمين على رعاية هذه القوانين كان بين أمرين إما بالامتناع عن تنفيذها أو تنفيذ ما يخالفها وفي كلتا الحالتين ترتب على ذلك إفساد المجتمع .
وفي شأن الحديث عن ثورتنا المجيدة ثورة 25 يناير فان كل فرد في المجتمع المصري ينتظر سيادة للإرادة العامة للدولة وليست تلك السيادة التي كانت سائدة في عصر مبارك والتي كانت تطل علينا بسيادة الفردية التي تتزوجها الإرادة العامة للدولة ومع هذا الاقتران والازدواج يصبح بعد ذلك القانون بمثابة قوة غير مستقلة تضرب وتهدم كل ما يقف في طريقها الخاص ومآله في نية المنفذين للقانون بتعددهم في المسئولية وتعدد درجاتهم.
وعلى الرغم ان بعض الفقهاء أو جمعا من السياسيين يربط الوضع الذي تأخذه حقوق الإنسان بالشكل الذي تأخذه العلاقات القائمة بين مكوِّنات المجتمع السياسي الثلاثة وهي ( الفرد والجماعة والسلطة) تلك العلاقات التي تنظمها وتحددها الأسسُ التي يقوم عليها النظام الأساسي للدولة ، وهي ترى ان حقوق الإنسان في أي مجتمع لا يمكن ان يأخذ وضعا معينا سواء أكان سلبيا أم ايجابيا بالبعد عن نظام الدولة ، فوضع الدولة مثلاً في نظام ثيوقراطي غير وضعها في نظام ديمقراطي ، ووضعها في دولة قانونية غير وضعها في دولة من نوع آخر يتحكم فيها إرادة المتسلطين على السلطات .
أما بالنسبة لي فلا شك عندي مطلقاً بان حقوق الإنسان لا يجوز أن تتغير في ظل أي نظام مهما تغير النظام السياسي للدولة سواء أكان نظامها مثلاً ديمقراطي أو ثيوقراطي أو غير ذلك وغير ذلك يعد الوضع الشاذ الذي يجب إنهاءه والقضاء عليه ، وإلا لما اجزنا لأنفسنا وللثوار حق التهنئة بما يحدث في الثورات من حقيقة الانتفاض على حق الحكام أو المسئولين المقدس والذي حل محله حق الفرد ، أو لما أجيز لنا حق الثورة على سلطان هولاء المطلق الذي أحلّت محله سلطان الأمة ومن يبحر في قواعد القانون الدولي يجد ان الثوار معترف لهم بحق المحاربين .
والمثال ايضاً الثورة الفرنسية التي نشبت في العام 1789 م والتي كانت ثمرة المذهب الفردي قدمت نموذجاً للمجتمع السياسي الذي يقوم ويطل على العالم بتمجيد الفرد وتكريس الحرية والمساواة وبالتالي فهو مؤكد على سلطة الأمة ؛ وكانت بذلك انتقاضاً على حق الملوك المقدس ، وحل محله حق الفرد ، وعلى سلطانهم المطلق الذي أحلّت محله سلطان الأمة .
والحقيقة ان ما يستثير مشاعري دوما ويطالبني بالبحث عن تأريخ يحدد إلى أي نسب نحن ننتسب ؟ .. هو واقع العالم العربي والإسلامي الذي تأسس على إهدار حقوق الإنسان بكل حدة وان وجدت شيء منها تجده كزخارف على نقش جدار مهدم لا ترى فيه إلا شكلا والمضمون خرب وأجوف .
والصدق على الرغم أنني لا زلت استزيد من كتب الشريعة وأنوى المزيد من العمق إلا ان حتى الآن اصل إلى ان حقيقة الواقع الذي نعيشه في العالم العربي والإسلامي ليس إلا واقعا متناقضا للعقيدة الإسلامية وحتى للمباديء الإنسانية ويعدني إلى نقطة البداية والتي خالفت فيها جمهوراً نادى باختلاف حقوق الإنسان بحسب النظام السياسي ، ذلك الذي يخلق بتطبيقه من البشر بيضا وسودا في أعين القانون وفي أعين الدول الأوروبية التي تدعى الفوقية على المواطن العربي والإسلامي .
وما دمت قد خلصت في نتيجتي المبررة والتي لا يرتضى سواها أي مواطن عربي حر أقول بأنه يجوز الثورة على كل نظام قام بتكييف حقوق الإنسان في وطنه بحسب نطاقه وبحسب نظامه السياسي حتى بل انه قام بتكييفها في داخل وطنه بحسب هوائها صحراوي أو نيلي .
وان هولاء هم من خلقوا الإسلام الصحراوي والإسلام النيلي والإسلام الشامي وكيف لا ؟ .. ولكل سلطان داعيته ذلك الذي جعل حتى مباديء الإسلام السامية تعطي فردا في مكان ما وتأخذ في مكان آخر والحق ان قواعد الإسلام واحدة موحدة ولا أظن ان من الإسلام توزيع صكوك بالكفر على الناس كما يحدث في الآونة الأخيرة بمصر بعد الثورة أو تكفير الناس في بعض الدول العربية الأخرى .
ان الإسلام الذي تربينا عليه وتعلمناه في مدارسنا وفي شوارعنا ذلك الإسلام الرقيق الذي انطقه علينا المجتمع أباءا وأجدادا وشيوخاً ، فكف عند ذلك وعكفنا عليه بمبادئنا وترك هو التنفيذ في نفس كل مسلم كلا بحسب عمله يجازى ثواباً وعقاباً ولم نعتد الإسلام الذي يبطش باليد أو يلفظ باللسان أو حتى يجرح مشاعر الآخرين .
للتنويه :
في شأن الحديث عن ثورتنا المجيدة ثورة 25 يناير أنني لا زلت متمسكاً بالامتناع عن تقييمها حتى الآن بصدد النتائج أو الحقوق التي يفترض حصول الفرد عليها ثائرا او مواطناً وذلك حتى أكون في إطار العدالة الدقيقة التي أتمناها لنفسي وانشدها في الوسط الذي أحياه وكي لا اصف الثورة أن كانت عظيمة بالثورة القليلة المنقوصة أو أصفها بالعكس ولا شك أنها أقامت بداية كياناً مفترضاً للدولة التي كان لا عهد لكلمة الفرد المدني بها .

محمد جلال عبدالرحمن
تجدونه من خلال هذا اللينك
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/09/02/236513.html

الجمعة، 2 سبتمبر 2011

إنهــــم كالخناجــــر فــــي خصـــر الوطـــــن

الوطنية قاعدة ملزمة في نفوس المخاطبين بها في نفس جميع المواطنين على أراضي الوطن إذ تستمد إلزامها وقوتها من قواعد الديانات السماوية كلاً بحسب ديانته أو بحسب منشأ التأصيل في نفسه فقد يكون الدين أو القانون الوطني أو كليهما معا ً أو قد يكون مقابل الوطنية هو النفع أو دفع الضرر .
والوطن يعرف في معجم المصطلحات السياسية الدولية : انه البلد الذي تسكنه أمة يشعر المرء بارتباطه بها وانتهائه إليها ، وقد ألف الجميع على معرفة المقابل لذلك في الحصر الحديث بالتجنس بجنسية دولة ما .
والحقيقة أن مفهوم الوطنية أختلف بشأن تعريفه وتحديده أغلب المناهج الفكرية ومن ضمن هذه التعريفات عرف البعض الوطنية بأنها : انتماء الإنسان إلى دولة معينة يحمل حنينها , ويدين بالولاء لها .
إلا أن الجميع يتفق على أن المفهوم العمومي الذي يعبر عن حالة الوطنية الصحيحة هو ( حب الوطن ) الذي قال عنه الأصمعي ( سمعت إعرابيا يقول : إذا أردت أن تعرف الرجل فأنظر كيف شوقه إلى أوطانه وتشوقه إلى إخوانه , وبكاؤه على ما مضى من زمانه.
والمشكلة لا تكمن في مفهوم الوطنية كتعريف ولكنها تكمن في مضمونها .. ما السلوكيات الواجبة على المواطن الصالح ليكون وطنياً صحيحاً ؟ ..
الكل يعلم ما هو الوطن وما هو مفهومه حتى وان جهله البعض لفظاً إلا انه معلوم بمضمونه بالضرورة لان الوطن حاله نعيشها ما حيينا كلاً بحسب بيئته أو نطاقه حتى نكون نهاية في وعاء يتوسط الوعاء الأكبر الذي يحتوي الجميع وهو الوطن .
ولا شك في أن الجميع قد صب في أذنيه منذ الصغر الكثير والكثير من القصص والحكايات التي تخلد في ذاكرتهم حب الوطن على آية حال سواء أكان في مصر أو في أي بلد آخر من البلدان العربية ، ولكن المشكلة اننا داخل الوطن العربي علمنا أبناءنا حب الأشخاص أو الأشياء دون أن نعلمهم ضابط السلوك الذي يصل بهم الى حب ينصف الوطن ويقدمه .
لا يختلف أحدا على أن كل من يعيش داخل وطن يأويه لا ينكر فضله عليه وحتى وان أنكر إلا انه لا يتمنى زواله.. لأنه الملجأ والملاذ الوحيد إليه فان لم يكن ملجأه الوحيد في تحقيق أحلامه إلا أن الوطن بات ملجأ في نفسه إلى نفسه وبات هو الضمير الذي ارتبط بالمولد والعادات والتقاليد والدين واللون وارتبط بالكثير من بنيته وتكوينه .
وفي رأي أن مجرد حب الوطن والانتماء إليه ليس فقط مبدأ به يقاس وطنية الأفراد أو الجماعات وإنما المقياس أحيله لتفعيل تلك المباديء التي تتسم بالمرونة السلوكية من شخص لآخر على الرغم من اتحادها في جميع الديانات السماوية وعند جميع الأجناس ، فالوطنية الصادقة هي الالتزام الداخلي نحو الوطن مما يجعل الإنسان يتبع القول بالعمل الجاد والمضني من اجل الوطن .
وان ما يحدث في مصر الآن من فرقة أوشكت على استحكام النفور بين أبناء الشعب تخالف الوطنية التي تبني وتسير في الاتجاه الصحيح فما أشد تأثيراً على الوطن من فرقة أبناءه فرقة تبني نجاحاتها على التخوين فيما بينها .
إن نظرية الاختلاف بين الناس متاحة ما دام البشر في حالة احتكاك وتجاور ولو كانت الحياة كلها وفاقاً لعاش جميع الناس في ميزان لا يعلم أشخاصه متى يفقدون ومتى يكتسبون وما مقدار علمهم ووزن شخصياتهم بل إن الاختلاف هو طريق جائز التماسه في مسيرة الحالية بحالتها وحريتها ، أما نظرية التخوين والتكفير والإقلال من حجم هذا لصالح ذاك ليست متاحة ولا جائزة في أي مجتمع يألف أصحابه وينشدون فيه الاستقرار .
أن مصر تحيا فترة اللين وفترة الشدة وتحيا فترة الضعف وفترة القوة وان هذا الوطن به حدا ًفاصلاً لابد أن يراه أبناءه ومواطنيه ويعلمونه جيدا يدركون من خلاله ما يجوز وما لا يجوز بحق لهذا الوطن حتى يرفعوا عنه مخافة العقلاء من السقوط في بئر الضياع والانزواء خلف الزمن المجهول .
ويجب أن يدرك الجميع أن مصر لقمة مرة وغير سائغة إذا توحدنا وستضيع ويضيع بنا الوطن إذا تفرقنا وتركنا كلا يعوي بمذهبه واتجاهه دون أن ينصت لنداء الوطن بوجوب الانصراف إليه نحو البناء ولا ننشغل بغيره عنه .
إن قيمة الوطن تاج على رأس كل مرابط فيه مهما كان سعده وشقاه ولا يدرك قيمته إلا عندما ينوي الرحيل أو ينتظر في رحيله عواء السفن والبواخر في كل ليلة يناقش فيها واقعه وواقع أحفاده القادمون فيما وصل إليه وطنه .
وأخيراً يجب أن يدرك أبناء الشعب المصري أمران :
أولا : أن وطننا ليس مجرد وطن قطري يقتصر على أشخاصه ولكنه وطن قومي بما عليه حقيقة روابطه العربية التي اشترك في نسجها عبر التاريخ والأزمنة بالنسب والدم المشترك واللغة المشتركة والمصلحة المشتركة
ثانيا : أن المتفرقون داخل الأوطان هم خناجر مسمومة في خصر الوطن ، إذا دبت في جسده اندست اثر جراحها أعداءه .

محمد جلال عبدالرحمن 

منشور بجريدة دنيا الرأي 
تجدونه من خلال هذا اللنك :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/08/31/236399.html