الأربعاء، 31 أغسطس 2011

خريـــــف اوبامــــا وانفصــــال الســــــودان

التحالف القائم اليوم بين ( إسرائيل الشرقية ) الرابضة وسط البلدان العربية و( إسرائيل الغربية) القابعة في القارة الأمريكية ، هو الحلف الجدير بتسميته بمحور الشرور والعداء والجميع يعلم دوافع وخلفيات العداء اليهودي للعرب والمسلمين وللبشرية جمعاء.
ومصدر العداء هو عقـدة تفوقهم العنصري على جميع المخلوقات وهو ما يسمى بـ ( الشعب المختار ) فلا تزال مسيطرة على عقليات ومعتقدات اليهود الذين يكذبون دائماً ويصدقون أنفسهم والتاريخ قديما وحديثا من خلال ما سطر في صفحاته بما يسمى (الصراع العربي الإسرائيلي ) يشهد بعقدة التفوق الإسرائيلي وهي عندهم يأتي روافدها من شدة الاستهانة بدماء الآخرين من الأصناف البشرية الأخرى غير اليهود ومن شدة الحرص على قطرة الدم اليهودي ، بل على حفنة التراب من رفات اليهودي.
والحقيقة أن ما نعرفه ويعرفه الجميع أن تلك العقدة لم تكن في عصر أو في يوم من الأيام عند النصارى الأنجلوساكسون ، وأن يقدمون على مواقف عدائية ضد جميع الأجناس البشرية ، وليس ضد المسلمين وحدهم ؛ وما أشرت إليه قد بدا بجلاء وبرز فيمن يمثلون الأنجلوساكسون وهم الإنجليز والأمريكان لديهم عقدة أخرى تسيطر على تصرفاتهم تقترب كثيراً في الشبه من عقدة التفوق العنصري اليهودي .
ومن خلال إطلاعي وجدت أن هناك شيئاً ما مشترك في العقدتين اللتين تتحكمان في أكثر تصرفات اليهود ونصارى الانجلوسكاسون أو ( الانجليز والأمريكان) ، وعلى وجه الخصوص نصارى البروتستانت ، وهذا الشيء هو دعوى انتسابهم إلى ما يسمى بـ (البقية المختارة) من أبناء يعقوب أو بني إسرائيل ، حيث تتنافس تلك الطائفتان العنصريتان في احتكار الانتساب إلى بقية (الشعب المختار) من سلالة أسباط بني إسرائيل.
والوقت لا يسعني كي اشرح تفاصيل عن عقدة التفوق لدى العنصر الأبيض الساكسوني من نواحيها التاريخية والدينية وعن زعمهم الضال بأنهم أفضل سلالة وأنهم لن ينقرضوا حتى يخرج منها جيل الخلاص الذي سيشهد أحداث نهاية العالم .
والحقيقة أن ما تشهده الأرض العربية عامة وما يلقاه السودان الشقيق في وقتنا الراهن من تفكك وانفصال ليس إلا ترجمة لتلك العقدة العنصرية بزعامة مخططات واستراتيجيات أمريكية يمثلها اوباما بخريفه الذي أتى مع فترة رئاسته على ارض العرب ووعوده الكثيرة العبثية التي لم يثبت تنفيذه أياً منها والتي كان من أبرزها وعوده في خطاب القاهرة وفيما وعد به من مواجهة التطرف العنيف في كل أشكاله» وتخليه عن مصطلحات تربط بين الإسلام والتطرف العنيف أو وعده بإغلاق معتقل جوانتنامو بحلول بداية عام 2010 أو وعده وتعهده بالتزام أميركا بالسعي وراء عالم لا تملك فيه أي دولة أسلحة نووية» ووعده وحل النزاع العربي الإسرائيلي بناء على دولتين يعيش فيها الإسرائيليون والفلسطينيون بسلام وأمن أو وعده بإنهاء الدور الأمريكي من العراق وانسحابه منها على سند من اعتباره أن الحرب في العراق «حرب اختيار» وهو يختار إنهاء الدور الأميركي فيها من خلال الانسحاب التدريجي من العراق أو وعده بدعم حقوق الإنسان في كل مكان»،
وعلى الرغم من تلك الوعود السابقة إلا أنه لم يتحقق أيا ًمنها ويقع ما يناقضها تماماً وآخر ذلك ما انتهى إليه الوضع نهاية من انفصال جنوب السودان بتحريكه لنصارى الجنوب ورغبة الحلف الامركي والصهيوني في تجميعهم في نطاق معين حتى يمثلوا حلفاً آخر في الأراضي العربية من منظور عقدتهم العنصرية لتمثل البذرة الحقيقة لبداية النهاية في الاتحاد العربي والإسلامي انطلاقاً من تيقنهم الشديد بمدى أهمية هذا النطاق ومدى أهميته للعروبة والمسلمين.
ولكن ما يثير العجب استجابة سيادة الدولة السودانية للمبادرة الإنفصالية التي لا يحدث بعدها استقراراً ولا أمناً بين الشمال و الجنوب بحسب ما أوصله خلافاً لذلك هذا الحلف الحاقد في مخيلة الشمال بسيادته وشعبه وهذا الحراك والظهور الأمريكي لا يمثل إلاّ طبخة إسرائيلية مليئة بآفات قاتلة للعروبة واستطعم مذاقها البيت الأبيض ولا تمثل غير جزءٍ من خريف طويل أتى به الرئيس الأمريكي اوباما على أحوال العرب منذ فترة توليه ومثله مثل سابقه ولكن بسلوك مختلف.
من أجل ذلك أقولها مع المتشائمون من أمثالي أنّ انفصال جنوب السودان خنجراً مسموماً نفذ في القلب العربي ولن يدرك العرب ماهيته وعلى وجه الخصوص مصر إلا بعد أن يؤرخ هذا الحدث المحزن بالتأسيس الدولي للجنوب وانفصاله رسمياً وبعدها تنبعث الروائح من هذا النطاق عن ما يأكله وما يشربه في المطبخ الصهيو أمريكي . 

محمد جلال عبدالرحمن
http://gate.ahram.org.eg/User/Topics/720/%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-.aspx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق