الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

الطليعة الجرئية حالياً في مصر وبعض ما لها وما عليها



إن من كلفني بكتابة هذه الكلمات هو ضميري الذي يأبى الصمت والذي رأى في عهد المخلوع مبارك الكثير من ألوان الفساد على اختلاف صوره وتعدد أحواله.

وان عهد مبارك على أي حال هو فترة تاريخية في عمر الدولة المصرية العظيمة وليس العمر كله بالنسبة لها، ومن يسقط من ذاكرتهم مساويء هذا العصر لهم الحق في ذلك إلا أنني لن اسقط هذا العصر من عمر الدولة المصرية.

ليس من الضمير أن نغفل أو نتناسى قسوة هذا العصر ونسقطه من الذاكرة وكيف يكون ذلك لعصر افترض وتحقق في وجوده خنق أنفاس مصر حتى أنها كانت في عهده جائعة في الداخل وقزم في الخارج؟.

وفي أسف شديد يتعمد البعض غض الطرف وإغفال الفساد الذي كان في عهد مبارك ورجاله من أعضاء الحزب الوطني المنحل، والغريب أن أكثر من يظهر لنا ذلك على ارض الواقع هم المسئولون حاليا عن مصر فيما بعد ثورة 25 يناير المجيدة بصورة تظهره عفوا عن الأخطاء والسقطات.

كنت انتمى أن يكون هناك عزلاً صريحاً ومباشراً لكل الكوادر السياسية التي كانت تمثل نهج السياسة الساقطة التي أفسدت في مصر على نحو خالف الانتماء للوطن ومواطنيه.

وبرأيي إن عزل هولاء يعد اقل جزاءاً لهم على ما طال الوطن وألم به جراء سياستهم الفاسدة التي بنيت على المصلحة الخاصة والنفع الشخصي، كما أن مصطلح فلول لا ينطبق فقط على أعضاء الحزب المنحل أو من كان له سلطة وصلاحية في عهد مبارك.

بل يعد من الفلول كل القوى الدينية أو السياسية التي كان في يدها أن تتخذ موقفاً محسوباً ولها تأثير ولم تقوم به أو لم تتخذ ما هو مناسباً في شأن الإصلاح الوطني بمقاومة هولاء الطغاة لأن من يصمت في الأمس للفساد سيصبح غدا ممارساً له بل معلم.

وفي شان هولاء اللذين احتلوا طليعة الوطن حالياً بما فيهم الجماعات الدينية التي كانت صامتة إلى حد الخرص بل أن هناك من كان يندس منها على الأحرار من أبناء الوطن ويستخدم للتنكيل بهم، وفي شأن تغول هولاء على الساحة السياسية على حساب الشباب الحقيقي الذي قام بالثورة، فيجب على السلطة استعمال القوة ونفوذها بإشكالها المتعددة في مواجتهم بفرض العزل ومنعهم عن مزاولة أي نشاط سياسي أو القيام بأية فعاليات ذات طبيعة سياسية، بغض النظر عن مدى توفر الشروط القانونية أو الدستورية.

ومن جانبي أؤيد تطبيق العزل السياسي على فلول النظام السابق والصامتين عليه هولاء اللذين لا أمل في استتابتهم عن فسادهم، فمن تعايش مع الفساد لتلك الفترة الطويلة لا يمكن أن تتغير طبيعته، فهولاء اللذين أصبحوا طليعة بسبب أسلوب السياسة الحاكمة حاليا والغريبة التي لا تنم إلا عن إخفاق سياسي لن يتغيروا إذا سلمنا أساسا بقايليتهم في التغيير ببساطة وفي وقت قريب نحتاج أن نستجمع فيه هذا الوطن الذي تشتت أوصاله وذلك لان هولاء كالذباب يأكلون من كل الموائد ولا مبدأ لهم.

واعتراف بأنه إجراء قد يعادي الديمقراطية من منظورها النظري، إلا انه يعد جزاءا واجراءاً بسيطا في الواقع العملي إذا ما قورن بحجم الخسائر التي لحقت الوطن ومواطنيه جراء هولاء، لكن ارغب في تطبيقه بشكل عادل يبعد عن سياسة الإرهاب والبطش وملاحقة المعارضين والتشبث بالرأي.

إن تطبيق العزل السياسي بشكل غير عادل يأخذ صورة الإرهاب يمثل حجر الأساس في بروز أزمات سياسية متلاحقة بين النظام السياسي الحاكم أو الذي سيحكم مستقبلا وبين معارضيه مما يهدد بسقوط الوطن والمثال للتطبيق غير العادل في أسلوب العزل ما حدث في العراق وما آل إليه من انهيار الحكم الشمولي بعد انفجار الصراع الذي أدى إلى كارثة حلت بالبلاد المتمثلة بالدمار والخراب لكافة مرافق الحياة.. انتهى


محمد جلال  عبدالرحمنمنشور بجريدة الشروق http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=20102011&id=d5768dc5-398e-4874-89cb-ad141b57416d


يا ملــك ملـوك أفريقيـا لمـن المـلك اليـوم! تعليقات: 1 شارك بتعليقك


محمد جلال عبدالرحمنبجريدة الشروق http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=21102011&id=2f0891c1-dbd8-4eea-b09f-8862b9870807القذافي كان له تاريخ طويل وزاخر بالافتراءات التي لا تنتهي والتي لا يجوز أن تصدر من رئيس دولة أو ممن يقع على عاتقه قيادة المسيرة أو بناء النهضة.

كان يستخدم الإسلام في المهاترات السياسية والعبث السياسي بينه وبين غيره من رؤساء الدول والكيد لهم بهذا أو ذاك ولو على حساب الدين والمعتقدات التي كان من المفترض انه يمثلها بكونه قدوة لدى مجتمعه وممثلاً لهم في خارجه.

وكان يرى في نفسه ملك ملوك أفريقيا على العموم وظهر دوماً بمظهر المخالفين للعقيدة والشاذين عن الصف وله باع طويل في التهجم على التشريعات الإسلامية سواء من ناحية كونها عقيدة أو نظام حياه بما يجعلنا نتساءل.. أين الملك هذا اليوم من طغيانه وافتراءاته؟.

ذلك الرجل الذي لم يكن حالة منفردة لفساد وجنون الحاكم العربي وإنما كان قدوة لظاهرة فساد وانحطاط الحاكم في منطقتنا العربية ومدى تجوفه وتعريه من الفكر المتزن الذي كان من المفترض أن يخدم بناء نهضة شعبه.

حكاما يتفاخرون على شعوبهم يتعاظمون بالملك والمناصب والمال.. إذا ذكرت احدهم ذكرت حالا مشابه وإنما الاختلاف للتفاوت فقط في السيئات وليس لان هناك جيد وسيء فيما بينهم.. نسوا أن الله قدير وجبار ومتكبر وذو القوة المتين.. نسوا أن الله هو المالك لهذا الكون كله.

وإنما وهبهم ذلك امتحاناً لهم ليكونوا بين واقعين واقع أن يخدموا شعوبهم ويكونوا عونا لهم بما هو مفترض وبين واقع آخر وهو الفتنة التي أصابتهم فلم يعبروا عن شعوبهم وساءت أحوال الناس في حكمهم.

إن الغطاء قد انكشف الغطاء عن أعين الغافلين اللذين أغفلهم إخلاصهم الذي افترضوه فيمن ليس أهلا له وشاهدوا الأمر على حقيقته، والله عز وجل أعطاهم مؤشرات أوضحت رغبة الشعوب في عدم استمراريتهم إلا أنهم كانوا من الغافلين لجهلهم وعماهم وهو أصل هلاكهم، فمنهم من في السجن ومنهم من هرب ومنهم من حرق ومنهم من قتل ومنهم من لم يسمع هذا النداء حتى ذلك اليوم ويتشبث بالسلطة والكرسي.

إنهم لم يعبروا عن شعوبهم وعن عروبتهم!.. محارمنا ومعالمنا وشهامتنا وكرامتنا ومواردنا ومعاهدنا ومساجدنا ومقدساتنا كانت ملك أيديهم فقتلوا فينا شهامتنا وعروبتنا وتآمروا علينا.. رأينا الأطفال تقتل والنساء تهتك وتغتصب على أيديهم وأيدي من يواليهم. وظلت الشعوب صابرة عليهم إلا أنهم ظلوا على عهودهم بشعوبهم خنوعهم وخضوعهم أمام أعدائنا وظلمهم وتجبرهم وتكبرهم علينا.

إن ما رأيناه من مصير للقذافي يجعلنا نطرح التساؤل لغيره ولمن كانوا يسايرونه ويوافقونه على سياسيته وبوصفه لشعبه ولمن عارضوه بالجرزان ويجعلنا نجيب أيضا على هذا التساؤل في نفس الوقت.. أقول لهم قول الله تعالى "لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ" سورة غافر الآية 16، وأقولها أيضا لغيره من الحكام العرب اللذين ما زالوا جاثمين على صدور أمتهم طالبا منهم أن يتعظوا وكل الحكام على مستوى العالم مما حدث لـه وبما لقيه على مرأى ومسمع أمام الجميع والذي اذاعته كاميرات العالم.

أيها المجلس العسكري.. جدد وضوئــــــك!


تجدونه بجريدة الشروق من خلال ذلك الرابطمحمد جلال عبدالرحمن
http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=26102011&id=9db94861-6fad-4323-a500-e3bdedba67d1

انه مبدأ عريق كتبته وعملت به شعوب الدول التي ثارت على الظلم والاستبداد وضحتلأجل ذلك بدمائها بما يضمن وجود الديمقراطية وبسط الرقابة على المستبدين الجدد وهو (الشعب مصدر السلطات).

وفقاً لهذا المبدأ السطات الثلاث (التشريعية- القضائية - التنفيذية) مصدرها هو الشعب وقراره وذلك لم يثبت وجوده مطلقاً وكان يكذبه الواقع كل يوم، وانما وجد في الدستور للتزيين والزخرفه فقط وليس للفاعليه.

فالسلطة التشريعية كان في يد ترزية قوانين الرئيس مبارك وزوجته وابناءه والدليل ما انتجته تلك السلطة من قوانين لا تعبر ابدا عن ظروف الشعب والمثال قانون الضريبة العقارية وقانون الاحوال الشخصية.

اما السلطة القضائية: التي لم تكن في مصر يوماً ما بالانتخاب كما يفل الشعوب ذو الديمقراطية وانما كانت بالتعيين الذي يبنى على الفرز والتنقيه والتوريث في بعض الاحيان.

اما السلطة التنفيذية: كانت تعبر عن وزراء اثبت الحال وما نحن عليه من حقائق ظهرت وتظهر كل يوم انه ولاء لم يكونوا مصريين اساساً ولم يعبروا الا عن مصالحهم الشخصية.

ومن اجل هذا قامت الثورة المصرية لأن هذا المبدأ (الشعب مصدر السلطات) لم يكن معمولاً به ومهدراً في عهد الرئيس المخلوع مبارك أي كان مجرد جملة نظرية تردد دون وجود ما يماثلها عملاً في الواقع.

في احداث ثورة 25 يناير يقولون أن الجيش قد تعاطف مع الثوره وحمى الشعب وهذا قد يكون ولكن يجب ان نفرق بين من كان يعيش ويتآلف مع نظام فاسد منذ سنوات طويلة ولم يثبت ان كان في نيته غير هذا التعايش وبين غيره.

وعلى أي حال ان موقف الجيش مهماً كان وانا في موضع الحديث عن نفسي لا يشغلني وما يشغلني حالياً هو نهضة مصر والالتفات نحو بناءها، وان ما دعاني للحديث هنا ليس لتوضيح موقف الجيش او موقف الاشخاص او المؤسسات من الثورة، فكل موقف دونه التاريخ منذ وقت حدوثه وقيام صاحبه بالاقدام عليه.

ولكن ما دعاني للحديث ان ثمة اصوتاً كثيرة يجب الا يسد المجلس العسكري آذانه عن سماعها لانها بدأت تعلوا من بين زمرة النفاق السياسية المنتفعة في مصر.

ان عدد تلك الاصوات يتزايد كل يوم ليقول ان هناك تشابه ما بين عصر مبارك وحكم المجلس العسكري، حيث ان الشعب غاب عنه حالياً الكثير من سلطاته، وانه ليس في الواجهه سوى النخبة السياسية التي لم تمثل حاله والتي لم يثبت حقيقة انها مثلت الشعب المصري في شيء او واجهت بقوة الفساد الذي كان في عهد مبارك.

ان ما نراه ما تساقط الانظمة الحاكمة في الدول العربية يقول يجب الا نغفل مطلقاً ولو كلمة لمواطن بسيط في الشارع، لا تصرخ الافواه الا اذا كان هناك ألم.

رسالتي الى المجلس العسكري يجب ان يحافظ على الثورة ويظل يحميها ويؤكد ما قاله الناس عن موقفه العادل تجاهها، ولهذا فعليه من ناحية ان يجدد وضوءه من ماء الوطن (الشعب) بسماع مطالبه بكل اهتمام اذا قرر البقاء لاكثر من ذلك في (التشريع وفي التنفيذ وفي القضاء)، وان يعيد ترتيب اوراقه في ادارة مصر بطريقة فاعله تحقق الامن والامان والانتعاش الاقتصادي.

ومن ناحية اخرى ان يبرر باسباب منطقية ومعقولة مذبحة ماسبيروا التي سال الدماء فيها ليلة كاملة ولا نعلم السبب المنطقي حتى الآن سوى كلمات انشائيه والتي لا ترقى لتكون تبريراً لتلك الحادثة الاليمة.

الخميس، 13 أكتوبر 2011

أحـــداث ماسبيـــرو ومـــا تقــــرر مــــن تســــــاؤلات..


بقلم / محمد جلال عبدالرحمن.منشور بجريدة الشروق ،،خلال هذا اللينك:http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=13102011&id=6f07f5ab-c440-46e5-9935-0e98f0374705الأحداث الأخيرة التي تمر بها مصر وعلى وجه الخصوص أحداث ماسبيرو تدعونا لوقفة نتحرى فيها حدة الأقباط المتواجدين أمام ماسبيرو في أسلوب المطالبة ورد الجيش عليهم بعنف لا نستطيع أن نقف على حقيقة الدافع إليه أو ما سببه.. هل كان سببه بالفعل أن الأقباط رمو جنود الجيش بالرصاص أم ماذا؟.

التحليل العادل لتلك الحادثة يقتضي منا التأكيد على أن هناك اتفاق من الجميع على الخطأ في حق الوطن، وان الذي اقر خطأ الجميع هو المجلس العسكري بالبطء الشديد ومحدودية الرؤية لديه سواء من الناحية السياسية أو من ناحية وضع حلول جزريه لمشكلات كثيرة يعاني منها المجتمع وكانت مطالب الأقباط المشروعة احد هذه المشكلات.

أن تطور أسلوب الأقباط أخيرا ليكون بتلك الحدة عند المطالبة ما هو إلا بسبب إمراض اجتماعيه أتت من ظلم في حين ومن قهر في أحيان كثيرة.. كانت تغزيه القيادة السياسية في عهد المخلوع مبارك وكانت تخطط له في أحيان أخرى حتى يكون القهر والظلم والانكسار مفترضاً ليس فقط في حق الأقباط ولكن في حق جميع أبناء الشعب مسلمون وأقباط.

أن المجتمع المصري يملأه الآن الخوارج.. أما خوارج القانون أو خوارج الأديان أو خوارج على كل كل قواعد الشرع والقانون والوطن نظرا لجنونهم المطبق جراء إمراض اجتماعية.. والأمثلة للمريض الاجتماعي كثيرة ومنها من شاهد حالة فردية مقهورة أو مظلومة فحمل ذلك على اختلاف الدين بين الظالم والمظلوم، وهو بذلك يرى كل من يختلف معه في الديانة عدواً.. وأيضا من شاهد حالة من فساد اقتصادي، فيرى أن كل الأغنياء فاسدون يجوز بترهم وسرقتهم والقصاص منهم، وما اشد خطراً على مصر من هولاء الخوارج.

إن القبطي المصري الأصيل لا يختزل الوطن في كنيسة قد بنيت أو هدمت أو بنتاً أسلمت أو لم تسلم وان مقياس الولاء لكافة الأوطان إلا يتعلل الفرد بمصلحة خاصة حتى ولو كانت تخدم فئة كبيرة بذلك الأسلوب العصبي الحاد على حساب الوطن.

وان من خرج من الأقباط إلى ماسبيروا ليوجه رسالة إلى الجيش بتلك الحدة، أو خرج وفي نيته الاعتصام بمبدأ التنفيذ للمطالب وليس شيئاً آخر أو تفاوض على خلاف ذلك وهو يدرك صعوبة تطبيق مطالبه عملياً حتى وان وافق عليها المجلس العسكري، فمن المألوف لديه انه ينتحر أو ينحر الوطن.. الأمر الذي يدعونا إلى التساؤل.. لماذا أقدم من خرجوا إلى ماسبيرو على أمرين أما الانتحار أو نحر الوطن؟.

واقصد بالانتحار هنا هو محاولة إقرار المطالب بالعنف أو بصورة مادية ملموسة حتى تستجيب له السلطات وذلك بات مسلكاً في مصر في الآونة الأخيرة.. وكيف لا والجميع يشاهد زوال هيبة الدولة المصرية مع كل إجابة لمطلب يعقبه قطع سكه حديد أو قطع الطرق إلا أن ما يهم السلوك الفردي هو إجابة المطلب وليس هيبة الدول.

أما بالنسبة لعنف الجيش في ردة الفعل تجاه إخوانهم من أقباط ماسبيرو كان في تحليلي المتواضع من أهم أسبابه: شدة الأسلوب الذي يتخذ صورة الهجوم ولو اعتبرناه بالألفاظ فقط أن لم يكن بغيرها وذلك لا نعلمه حتى الآن، إضافة إلى شيء أساسي وهو ما سمعناه قبل ذلك من قيام بعض أقباط المهجر بزعمهم المتوهم بالكشف عن رغبتهم في إقامة دولة قبطية ودعت بكل أسف إلى احتلال أمريكي واسرائيلي وإثيوبي لمصر.

أن جندي الجيش الذي قام بدهس الضحايا أسفل الدبابات استقر في قبله أن هناك مؤامرة على الوطن ومثله في ذلك مثل جندي الشرطة الذي استقر في قلبه في 28 يناير أن هناك مؤامرة على النظام فكان يقتل الثوار بدم بارد وهو لا يدرك بذلك انه يقتل مواطنين تزود عن الوطن وتطلب حريتهم ورفع الظلم عن شعب بأكمله أيام الثورة.

وكما إنني لا أنكر أن هناك الكثير والكثير من المؤامرات على مصر وقد يكون هذا أو ذاك داخلا في نطاق تلك الموامرات إلا أنني أطالب بتنفيذ القانون وهو وحده كفيلا بردع المتآمرين والمخربين وعدم اللجوء إلى العنف.

لا أستطيع أن أنكر أيضا انه قد يكون هناك تجاوز من بعض الأقباط اللذين ذهبوا إلى ماسبيروا إضافة إلى الشحن النفسي الذي يستقر في وجدان الكثير من العامة أو حتى المثقفون بسبب تصريحات أقباط المهجر وتصريحات بعض رموز الكنائس المصرية المتعصبة وآخرها تصريحات القس فلوباتير وتهديده للمشير طنطاوي أو لمحافظ أسوان في فيديو بثته مواقع الانترنت والتي قد تكون سبباً في رد فعل أبناء الجيش على مسيرة الأقباط على اعتبار أنهم غير منفصلين عن الشعب.. سمعوا ما سمعه الشعب وشاهدوا ما شاهده.

ومن جانبي لا انسب التعصب في جانب واحد فقط، وإنما هناك آراء وتوجهات متعصبة في الجانبين ومثل بعض رجال الكنيسة في تعصبهم مثل بعض أئمة المساجد المتعصبين، ولكن ليس من حق هولاء الجنود رغم ما بيدهم من صلاحيات وشكوك استقرت في وجدانهم وعادة إليهم من نظرية المؤامرة أن يدهسوا من أبناء الوطن المزيد كما دهس مبارك أسفل دباباته الكثير من أبناء الشعب على مر عهده البائس، وإنما كان عليهم أن يتحروا الدقة في أرواح قرروا لها النحر سواء من المسلمين أو الأقباط".

أن المرحلة القادمة تقتضي منا أن نطبق تعالم الإسلام التي قررت أن الإخاء بين البشر قرين يرتبط بالإيمان ومن أهم ما يميزه، والقول بمفاضلة أحد من البشر على الآخر على سند من اختلاف الدين قولاً ليس بحق ولا يجوز إن يدعي به مدعي وينسبه إلى الشريعة، فالإسلام قرر أن الناس سواسية وأنهم خلقوا من نفس واحدة.

ونهاية فأنني أقول بأن أحداث ماسبيروا تقرر الأتي:

1- أن هناك خطأ وخروج عن المألوف أتى من خوارجاً في أقباط ماسبيروا بسلوكهم العنيف نحو تنفيذ مطالبهم حتى وان كانت مشروعه.

2- أن هناك خطاً وخروج عن المألوف في ردة الفعل أتى من خوارجاً في الجيش كردة فعل على سلوكيات ماسبيروا حتى وان كانت غير عاديه وبها تجاوز.

3- لا نستطيع أن نخلع ثوب المسئولية عما حدث من المجلس العسكري حتى وان وصفها المجلس مبررا ذلك بأنها كانت مؤامرة لان المجلس العسكري قد اقر بصمته قبل وبعد الأحداث سياسة غريبة لا يقتضيها مطلقاً الانتقال بالوطن إلى بر الأمن والسلامة.

والتساؤلات التي أوجهها إلى المجلس العسكري وتطرح نفسها طالبة الإجابة عليها.. ألم تسهم أنت في إنجاح هذه المؤامرة بإراقة دم المتظاهرين؟.. الم تعلم علم اليقين من هم المتاّمرين ولم تردعهم؟ أن لم يكن هناك علما بذلك، فأين جهاز المخابرات العامة وأين دوره؟.. ولم سكت عنهم على الرغم من علمك انه قد تصيبك أسلحتهم؟؟..

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

إنهـــــا ليســــــت أحـــزاب ولكنهـــا حقـــول تجــــارب


منشور بجريدة الشروق 

بقلم محمد جلال عبدالرحمنتجدونه من خلال هذا اللينكhttp://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=03102011&id=49488112-671f-4013-99d7-c75f28d61e67
إن الهدف من وجود كتلة الأحزاب السياسية في مجتمع ما... هو أن تشكل كفة قوة... كي تزود إذا فقد من يزود عن الشعب وحصاناً شامخاً يجد فيه الضعيف وسيلة للوصول إلى حرية وعدالة اجتماعية وكرامة.

تلك التي لها دورا أساسياً في العملية الديمقراطية في أي مكان وبدون حياة حزبية زاخرة لا يمكن وجود ديمقراطية أو شبه ديمقراطية، فالخيار هنا إما ديمقراطية كاملة أو ديكتاتورية شاملة ولا وسط بينهما.

إلا أن الحياة الحزبية التي خرجت علينا من واقع السياسة المصرية المعاصرة والتي تمتد منذ سنوات طويلة حتى وقتنا الراهن تؤكد أن الأحزاب السياسية في مصر لم تأخذ بيد الشعب المصري مطلقاً نحو حكم رشيد ولا اتجاه سياسي يحتمي من بطش النظام البائد في ظلال مبدأ إنساني يثبت عليه أصحابه ولا يقبل أن يكون مستعبداً أبدا من الآخرين حتى يحقق آمال الجموع العريضة في الوطن.

الأحزاب السياسية في مصر لم يكن لها موقفا ً يذكر في وجه النظام البائد ويحمي الشعب من تغول الحزب الوطني على كرامة الشعب وثرواته ومقدراته بل كانت تلك الأحزاب تتعايش وتساير النظام في كل مراحله الخبيثة في إدارة شئون البلاد من أدناها إلى أقصاها، ومن أجل ذلك سماها أبناء الوطن لعدم جدواها باسم الأحزاب الكرتونية مع تأكيدنا على أنه كان يوجد بعضاَ من الشجب والاستنكار من تلك الأحزاب وفي بعض الأحيان ترقى إلى وقفات.

وفي إطار التسلسل التاريخي الذي يؤكد انفصال الأحزاب السياسية عن وجدان الشعب المصري هو ما حدث من استجابة بعض الأحزاب في مصر لدعوة اللواء سامي عنان للاجتماع وتوقيعهم على وثيقة تعطى حقوقاً منقوصة ولا تمثل إلا فتاتاً يلقيه المجلس العسكري بكل شح وتسويف في مواجهة المطالب الشعبية.

والحقيقة لا ادري كيف يتسنى لنا مجدداً الحكم على موقف المجلس من الثورة في ظل ظاهر بات يفصح على انه يحاول أن يقدم المساومات لخلع الثورة من زخمها وقوتها ووحدة صفها... ألا يعلم المجلس بأن الثورة متى خسرت ذلك فقد خسرت شرفها؟.

إن الأحزاب المطروحة حالياً على الساحة السياسية المصرية القديم منها والحديث يجب أن تعي أن الثورة لا تتفاوض ولا تنصاع إلى حوارات جانبية ولا يجوز أن تتعقل وتهدأ حتى تصل إلى الأهداف.

إن الحياة الحزبية بعد ثورة 25 يناير يجب أن تعيد ترميم وبناء نفسها على أسس جديدة وقواعد مختلفة عما سبق حتى نصل إلى حالة سياسية راقية بحيث يكون محورها يدور حول التعبير عن وجدان الشعب بعدما أثبت أنه طرف فاعل في المعادلة بمقتض الثورة وأنه معادلاً مهماً وليس كما كان يعتبره النظام السابق.

نعم على الأحزاب أن تعبر عن إرادة الشعب وأن تكون فاعلة لا مفعولاً بها وأن تخرج نفسها من اعتبارها حقل تجارب والذي كان يعاملها به النظام السابق ويمرر من خلال وجود يخلو من مضمون التواجد الحقيقي كافة قوانينه وأوضاعه الفاسدة.

إن ذلك لا يتم إلا بمزيد من الشموخ والجرأة الوطنية التي تبني على الحق في الإصلاح السياسي للوطن المكتسب وليس الممنوح علماً بأن الإصلاح السياسي يبدأ أولا بإقرار القوانين الناظمة للحريات وفي مقدمتها قانون الانتخاب وقانون الأحزاب السياسية والقوانين الخاصة بالصحافة والمطبوعات والاجتماعات العامة وغيرها من القوانين التي تحكم عمل النقابات ..... الخ من مطالبات شعبية.

يجب التنويه:

نهاية اتمنى أن تكون أكثر شفافية وتواجداً وألا تتخذ الأحزاب السياسية في مصر مرة أخرى كحقول تجارب يسمم بها مستقبل الشعب كما يجب أن يتعامل المجلس العسكري مع الثورة على أنها فعل انفجاري تطهيري عشوائي إلى أن يهدم كل أركان الفساد ثم يبدأ في الغليان من أجل صهر القوى و توحيدها ثم يتصلب ويصبح قابلا للتشكيل و العمل والإصلاح.

الأحد، 2 أكتوبر 2011

الخواف والشواف والعراف ...


بقلم / محمد جلال عبدالرحمن
تجدونه في جريدة الشروق 
من خلال هذا الرابط 

إن رسالتي التي أود أن تصل إلى كل دكتاتور قديماً كان أو حديثا أو سوف يوجد مستقبلاً هي ثمة نص من جملة قد رباني عليها والدي رحمة الله عليه.


كان يطلب مني دوماً أن أكون "شوافاً وعرافاً وخوافا" وتلك الجملة تلقيت نصها في بعضاً من دروسه التي كان يلقنها لي عندما كان يفضل السير على الأقدام بديلاً عن المواصلات إما في طريق سيره لعمله أو عند زياراته لأحد صلات رحمه أملا في أن يطيل وقت حديثه معي وتلقيني بعضا من خبراته في الحياه بشيء قد يفيدني في المستقبل.
في تفسير والدي للجملة السابقة: الخواف هو أن تكون حريصاً من نفسك على نفسك ولا تنفذ قاعدة تظلم الآخرون حتى وان كنت تملك الاخرين، وذلك حتى تضمن لأقل شيء في الحياة وهو أن تحرص على الآخرين من اجل أن يحرصوا عليك، والشواف: هو الرجل الذي يملك القدرة على فرز وتحليل الآخرين من أول وهلة، والعراف: هو الذي يحاول الوصول إلى الدراية بعلم الحياة دوماً.

وبالربط بين الخوف والشوف والمعرفة يكون الشخص متزناً في الوصف ومن أهل البصيرة في الحال، وبذلك يستطيع أن يحفظ لنفسه هيبته ووقاره بين الناس بل وسلطته أن كان له سلطه، لأن رجل السلطة الخواف والشواف والعـراف لا يصدم الآخرين مطلقاً ولا هم يصدموه أيضاَ.

ذلك المبدأ الذي أخبره الزمن لوالدي بعد طول تجارب لـو عمل به ظابط الشرطة في ثورة 25 يناير بمنظورها الذي كان يكشف عن وضوح لموقف مبناه مظلمة الشباب المصري الطاهر في وجه نظام فاسد بائس فكراً وعلماً وعملاً ووطنية لكان أحجم عن قتل الثائرين في ظلمات الفساد.

إن معنى هذا المبدأ يعني لصاحبه أنه قد أوتي عمقاً ودقة كبيرة في سلوكياته تجاه الآخرين فمثلاً: إذا طبقها الحاكم تجاه المحكومين يكون قد ضمن لنفسه حكماً بغير تمرد عليه أو دكتاتورية منه، ويكون قد سلك في شأن الحكم مسلكاً معتدلاً لا هو دكتاتورياً قد يعصره مواطنوه إن تمكنوا منه ولا هو ديمقراطياً في انتقاص من سلطاته.

وبرأي إن دهاء السياسيين مبناه هذا المبدأ، وعلى الرغم إنني اختلف مع السادات في بعض الأشياء قد تكون منها اتفاقية كامب ديفيد، فإنني أظن أنه كان خوافاً وشوافاً وعرافا ًعقب انتصار مصر في حرب 73، وذلك لأن السادات على الرغم من كونه منتصراً وفي حالة عزة وشموخ لم ينسه ذلك أن يخاف من جديد المفاجآت، فأحال النصر لسلام خوفاً من أن يحيله الآخرون لهزيمة اعتماداً على استنفاذ القوة المصرية.

لو استطاع كل من يملك السلطة أو الإدارة على شيء من شئون الحياة أن يضبط تسيير أعماله في مسئوليةً من هذا المبدأ (خوافاً وشوافاً وعرافاً) لتدارك الافتآت على حريات الآخرين بقرارته التي لا تلاق قبولا في نفوسهم أو لا تتناسب مع أحوالهم مما قد يكون إنذارا لنهايته في مجتمع جديد نتبنى هذا المطلب فيه بعد الثورة.

نعم ذلك المطلب الذي يقول بأن من لم يستطع أن يلبي آمال وطموحات المواطنين فليرحل غير مأسوف عليه، وإن واقعنا الجديد يحتاج للخوافين والشوافين والعرافين.

ومن أجل ما سبق أناشد المجلس العسكري أن يكون خوافاً وشوافاً وعرافاً في قرارته وتوجهاته ووعوده وعلى الأخص وعده بتسليم السلطة للمدنيين وهذا حتى لا يصطدم معنا أو ويقع ما لا يحمد عقباه.

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

الإعلام المصري ومدرسة جوزيف غوبلر



منشور بجريدة الشروق تجدونه من خلال هذا اللينك http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=28092011&id=5d9ffefe-c076-4638-a504-d276015635ebبقلم محمد جلال عبدالرحمنجوزيف غوبلر هو وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية، وأحد أبرز أفراد حكومة هتلر لقدراته الخطابية.

كان في بداية عهده من المعارضين لانضمام أدولف هتلر للحزب النازي ولكنه غير وجهة نظره في ذلك, وأصبح من المؤيدين لهتلـر بل لعب دورا ً مهما في الترويج والنشر للفكر النازي... إلخ.

وفي شأن الحديث عما يجري في مصري، فالحقيقة أن ما يقوم به الإعلام المصري منذ سنوات طويلة في مصر مشابه تماماً للدور الذي قام به جوزيف غوبلر، بل إنني اعد الإعلام المصري مدرسة من مدارس جوزيف غوبلر التي تتفرع فروعها في عالمنا العربي.

بينما صور جوزيف غوبلر أدولف هتلر للألمانيين على أنه المنقذ لهم ولألمانيا كان الإعلام المصري يمارس نفس الدور والتوجه، بالنسبة للرئيس المخلوع وللحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يمثل سياسة مبارك في شأن طغيانها على إرادة الشعب وإقلالها من كرامة المواطن.

وبينما كان يتبني دوماً إقصاء الآخرين ونزع الحريات من أصحابها من اجل أدولف هتلر حتى انه قال في مقولة شهيرة عن المثقفين "كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي" كان الإعلام المصري يمارس نهج الاستثمار في نفوس الشعب المصري بما يوجهه به النظام المصري الفاسد قبل الثورة بما في ذلك من تشويه صورة الإسلاميين على أنهم اساطيراً في الشراسة والتشدد وتشويه صورة الأحزاب وكل معارض يقف في طريقه ولو بالكلمة.

يجب ألا ينسى الشعب المصري الإعلام وألا يعطيه فرصة أخرى ليغرر به، كما غرر به وأضله عبر سنوات طوال، فقد صور له الدكتاتورية على أنها ديمقراطية مفرطة، فقد كان الديكتاتور يتجدَّد انتخابهُ بالتزوير ورغم أنف الجميع أو هو ينتخب نفسه، ويقول إنَّ الشعب قد انتخبه وإنه جنى ما جناه من رأي ومطلب الشعب، مُعتبراً أنهُ هو الشعب والشعب هو من حين إلى آخر.

كان الإعلام المصري في معظم أحواله كاذباً وفي كذبه كان يتبنى أيضا شعار شهير لجوزيف جوبلر يقول: «أكذب حتى يصدقك الناس» وما زال حتى الآن يقوم بنفس الدور ولكن لآخرين غير السابقين.

إن الإعلام الفاسد والمأجور أشد على الوطن من أعدائه فهو سهماً مسموماً يطعن الوطن بقوله وخداعه وخاصة بعدما أصبحت ثقافة الأغلبية "ثقافة تلقي" فقوله ينصت إليه ويشاع فيغتر به السفهاء، وينقاد بسببه الأغبياء، الذين لا يدركون الحقيقة ولا يفهمون المعاني فيعتقدون الحق باطلاً والباطل حقاً ويجدون راحة في الفوضى.

وعلى الرغم أنني كنت أطمح مع الطامحين أن يتغير الإعلام المصري بعد الثورة تغيراً كاملاً ودقيقاً يهز شياطين الإعلام المصريين اللذين يتعاونون فيما بينهم ويعينون الخوارج وهم جزءاً ليس بالقليل من أبناء الشعب المصري يعين كلا ًمنهم الآخر على الضلال.

أن المعركة طويلة وان الإصلاح عميق ولن تبتر جذور الإعلام الفاسد في مصر الذي أوجده نظام مبارك عن قريب أو بيسر كما يتصور الآخرون... فعندما يقضى على شياطين الإعلام في مصر ينصلح حال الكثيرين من أبناءه لأن الخوارج تحتاج من يسوسهم وقد اثبت الإعلام قبل الثورة انه كان يسوس ويدعوا لجمع كبير من شياطين كانت تخرب وتدمر وتسرق وتقتل باسم الوطن.

ومن أجل ذلك أرى أن الإعلام المصري فرعاً من مدرسة جوزيف جوبلر في مصر الذي تمكن من أن يقود لفكره النازي مع أدولف هتلر عشرات الملايين من الألمان و يجب أن نعمل مع ذوي الشأن على إغلاقها وإنهاء تدريس مناهجها في مصر.