الأربعاء، 31 أغسطس 2011

فسـادهم يبعثُ الأوطانْ


جوانب التغيير متعددة بتعدد جوانب الحياة ومختلفة بإختلاف إتجهاتها وأنماطها ، سواء أكان التغيير يتناول تغيير في الأخلاق ، أو في الدين من حيث صلاحه ، أو في طريقة الحياة نفسها ، أو في التعليم من حيث القصد والطريق إلى ما إلى ذلك من تغييرات من شأنها أن ترتقي بالمواطن في وطنه ديناً وخلقاً ومعيشة وريادةً وحتى إنتماءاً . 
والمواقف التي نتعرض لها بحياتنا من الممكن أن تساهم في الحد أو الحيلولة دون إدراك الإنسان لتطلعاته وذلك عندما تأتي على غير ما يتوقعه إرادة الإنسان ورغباته ، فتظهر تباعاً لهذا بوادر الفشل ؛ مما يجعل النفوس محاطة بهالة من الأوهام ، فيتملكنا الإحباط ، وتطبق على أحوالنا إنكسارات المتشائمين وبهذا يجرنا الهوان إلى ما لا يليق بالانسان المتطلع الذي يرغب التغيير ويتطلع لحياة أفضل ويتجه شبابنا للإقدام على الانتحار ولا يدري بأنه مع تلك الفعلة الشنعاء يخرج من شرع الله دون أن يدرك لا لنفسه ولا لغيره ولا لوطنه مطلباً أراده ، وهو في سبيل ظني عابث مفاده أن إنتحاره يعد شرارة تغيير سياسي أو إقتصادي لوطنه أو تغيير معيشي لحالته وكل ما سبق هو الفشل بعينه . والحقيقة أن المنتحر يبلغ مبلغ الفشل مثلما بلغها الحاكم إما بتفكيره المحدود والقاصر في إدارة الوطن وإما بفساده وبطانته في سلوكياته تجاه مواطنيه ، ولا عجب أن نجد في الحاكم القصور ونحن أهلاً له أو الظلم ونحن أهلاً لملاقاته ، وفي هذا يقول عز وجل " إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ). أساس التغيير هو الشعور بالمسئولية وأن نكون على قدرها وأساس العدالة والحصول عليها هي الدقة لفظاً وقولاً فعدالة الحكام ما هي إلا إرسالا ًوإستقبالاً ما بين الراعي والرعية .. وبوجهة نظري المتواضعة أن مظاهر الأشياء هيكلُ فعلها ولهذا لا أجد فيمن يقدم على الإنتحار بطولة ولا مجداً .. وما البطولة لمن أقدم على ميتة قد تخرجه من شريعته وفطرته ؟ .. وما البطولة فيمن يموت ويترك خلفه أموات !.. يترك أماً وأياً وأخاً ووطناً يقتلهما الآلآم ! . لهذا فعلينا أن نتقبل فشل الحكام لأننا جزءاً من هذا الفشل وعلينا أن نبدأ التغيير في أنفسنا أولاً لان صلاح الحاكم في وطنه صورة من صور كثيرة للصلاح الإجتماعي لهذا الوطن .. والمواطن أيضا صورة أيضا من صور هذا الصلاح ، والحقيقة لمن يعترف بها أن للتغير عصا لا ينجو من ألمها الجميع مواطناً وحاكما . والصلاح أساسه الإصلاح الإجتماعي الذي يبدأ بالفرد وينتهي بالجماعة وعلى هذا الأساس تلاقي الثورات ثمرات عظيمة .. فالثورة مقابلا وصورة أخرى لنظرية الإصلاح الإجتماعي ولكنها صورة شعبية عشوائية تبدأ من أعماق وإرادة المواطن الذي يرغب الإصلاح الذي يثور حتى على نفسه ليطهرها وتنتهي عند الجمع العظيم وهو الوطن بكل عناصره وأطيافه حاكماً ومحكومين . وبوجهة نظري أن فشل الحاكم وإفساده في مواجهة المحكومين إن كانوا أهل صلاح وطاعة للوطن وأحكامه يدل دلالة واضحة على أن هناك ثمة ثمرات قريبة سيحصدها الوطن ومواطنيه لأن الأساس هو صلاح الحاكم فإذا مال الحاكم وشذ عن قاعدة العدالة الشرعية والقواعد الطبيعية .. فالأصل والأساس أيضا هو الثورة عليه عليه بحكم قواعد العدالة القانونية والطبيعية والشرعية واختلف مع من يريد مغالطتي بعدم إجازة ذلك ليسير مع مواكب رجال الدين ذوي اللحى التي تصطبغ بنفس الصبغة التي يسلكها الحكام. إذن لنبدأ بأنفسنا لنطهرها مما هي فيه ومرحبا بفشل وفساد الحكام الذي رأينا صوراً منه هنا أو هناك وما أن يتحول بعد ذلك بإرادة الشعب الحر فيؤتي ثماره ليخرج الوطن من محنته الشاذة .. فلنبحث عن التغيير في وطننا بسلوك آخر تقره قواعد الشرع والطبيعة والعدالة ضد الفاسدين من أبناء الوطن حتى ينكشف أستار الظلام التي تحجب أنوار الوطن ، وهذا ما قلته في بيت شعري : أهلا بالبلايا .. تبلايني إن .. كان الجلاء منها الدربا وإن عانق اليأس أيامي .. فأرهقها .. سأظلَّ حصناً .. يذيع الصيتُ من نفسه صبرا ونهاية فالفارق بين صلاح الوطن وفساده هو توقف أبنائه عن محاولة إصلاحه شاعرين باليأس أو إقدامهم على الإصلاح بصورة تضر الوطن ومواطنيه بالتطرف والإرهاب أو ترحل بهم لمواطن الهلاك كما يقوم به شباب تلك الفترة من الإنتحار فتحطمت آمالهم ناسين قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها " ولهذا يجب على الجميع أن يتعلق بالتغيير السلمي في أوطانه دون إيذاء النفس وإيذاء الآخرين لأنه عين الحقوق المشروعة . بقلم الكاتب محمد جلال عبدالرحمن 
http://gate.ahram.org.eg/User/Topics/745/%D9%81%D8%B3%D9%80%D8%A7%D8%AF%D9%87%D9%85-%D9%8A%D8%A8%D8%B9%D8%AB%D9%8F-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%92.aspx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق