الخميس، 13 أكتوبر 2011

أحـــداث ماسبيـــرو ومـــا تقــــرر مــــن تســــــاؤلات..


بقلم / محمد جلال عبدالرحمن.منشور بجريدة الشروق ،،خلال هذا اللينك:http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=13102011&id=6f07f5ab-c440-46e5-9935-0e98f0374705الأحداث الأخيرة التي تمر بها مصر وعلى وجه الخصوص أحداث ماسبيرو تدعونا لوقفة نتحرى فيها حدة الأقباط المتواجدين أمام ماسبيرو في أسلوب المطالبة ورد الجيش عليهم بعنف لا نستطيع أن نقف على حقيقة الدافع إليه أو ما سببه.. هل كان سببه بالفعل أن الأقباط رمو جنود الجيش بالرصاص أم ماذا؟.

التحليل العادل لتلك الحادثة يقتضي منا التأكيد على أن هناك اتفاق من الجميع على الخطأ في حق الوطن، وان الذي اقر خطأ الجميع هو المجلس العسكري بالبطء الشديد ومحدودية الرؤية لديه سواء من الناحية السياسية أو من ناحية وضع حلول جزريه لمشكلات كثيرة يعاني منها المجتمع وكانت مطالب الأقباط المشروعة احد هذه المشكلات.

أن تطور أسلوب الأقباط أخيرا ليكون بتلك الحدة عند المطالبة ما هو إلا بسبب إمراض اجتماعيه أتت من ظلم في حين ومن قهر في أحيان كثيرة.. كانت تغزيه القيادة السياسية في عهد المخلوع مبارك وكانت تخطط له في أحيان أخرى حتى يكون القهر والظلم والانكسار مفترضاً ليس فقط في حق الأقباط ولكن في حق جميع أبناء الشعب مسلمون وأقباط.

أن المجتمع المصري يملأه الآن الخوارج.. أما خوارج القانون أو خوارج الأديان أو خوارج على كل كل قواعد الشرع والقانون والوطن نظرا لجنونهم المطبق جراء إمراض اجتماعية.. والأمثلة للمريض الاجتماعي كثيرة ومنها من شاهد حالة فردية مقهورة أو مظلومة فحمل ذلك على اختلاف الدين بين الظالم والمظلوم، وهو بذلك يرى كل من يختلف معه في الديانة عدواً.. وأيضا من شاهد حالة من فساد اقتصادي، فيرى أن كل الأغنياء فاسدون يجوز بترهم وسرقتهم والقصاص منهم، وما اشد خطراً على مصر من هولاء الخوارج.

إن القبطي المصري الأصيل لا يختزل الوطن في كنيسة قد بنيت أو هدمت أو بنتاً أسلمت أو لم تسلم وان مقياس الولاء لكافة الأوطان إلا يتعلل الفرد بمصلحة خاصة حتى ولو كانت تخدم فئة كبيرة بذلك الأسلوب العصبي الحاد على حساب الوطن.

وان من خرج من الأقباط إلى ماسبيروا ليوجه رسالة إلى الجيش بتلك الحدة، أو خرج وفي نيته الاعتصام بمبدأ التنفيذ للمطالب وليس شيئاً آخر أو تفاوض على خلاف ذلك وهو يدرك صعوبة تطبيق مطالبه عملياً حتى وان وافق عليها المجلس العسكري، فمن المألوف لديه انه ينتحر أو ينحر الوطن.. الأمر الذي يدعونا إلى التساؤل.. لماذا أقدم من خرجوا إلى ماسبيرو على أمرين أما الانتحار أو نحر الوطن؟.

واقصد بالانتحار هنا هو محاولة إقرار المطالب بالعنف أو بصورة مادية ملموسة حتى تستجيب له السلطات وذلك بات مسلكاً في مصر في الآونة الأخيرة.. وكيف لا والجميع يشاهد زوال هيبة الدولة المصرية مع كل إجابة لمطلب يعقبه قطع سكه حديد أو قطع الطرق إلا أن ما يهم السلوك الفردي هو إجابة المطلب وليس هيبة الدول.

أما بالنسبة لعنف الجيش في ردة الفعل تجاه إخوانهم من أقباط ماسبيرو كان في تحليلي المتواضع من أهم أسبابه: شدة الأسلوب الذي يتخذ صورة الهجوم ولو اعتبرناه بالألفاظ فقط أن لم يكن بغيرها وذلك لا نعلمه حتى الآن، إضافة إلى شيء أساسي وهو ما سمعناه قبل ذلك من قيام بعض أقباط المهجر بزعمهم المتوهم بالكشف عن رغبتهم في إقامة دولة قبطية ودعت بكل أسف إلى احتلال أمريكي واسرائيلي وإثيوبي لمصر.

أن جندي الجيش الذي قام بدهس الضحايا أسفل الدبابات استقر في قبله أن هناك مؤامرة على الوطن ومثله في ذلك مثل جندي الشرطة الذي استقر في قلبه في 28 يناير أن هناك مؤامرة على النظام فكان يقتل الثوار بدم بارد وهو لا يدرك بذلك انه يقتل مواطنين تزود عن الوطن وتطلب حريتهم ورفع الظلم عن شعب بأكمله أيام الثورة.

وكما إنني لا أنكر أن هناك الكثير والكثير من المؤامرات على مصر وقد يكون هذا أو ذاك داخلا في نطاق تلك الموامرات إلا أنني أطالب بتنفيذ القانون وهو وحده كفيلا بردع المتآمرين والمخربين وعدم اللجوء إلى العنف.

لا أستطيع أن أنكر أيضا انه قد يكون هناك تجاوز من بعض الأقباط اللذين ذهبوا إلى ماسبيروا إضافة إلى الشحن النفسي الذي يستقر في وجدان الكثير من العامة أو حتى المثقفون بسبب تصريحات أقباط المهجر وتصريحات بعض رموز الكنائس المصرية المتعصبة وآخرها تصريحات القس فلوباتير وتهديده للمشير طنطاوي أو لمحافظ أسوان في فيديو بثته مواقع الانترنت والتي قد تكون سبباً في رد فعل أبناء الجيش على مسيرة الأقباط على اعتبار أنهم غير منفصلين عن الشعب.. سمعوا ما سمعه الشعب وشاهدوا ما شاهده.

ومن جانبي لا انسب التعصب في جانب واحد فقط، وإنما هناك آراء وتوجهات متعصبة في الجانبين ومثل بعض رجال الكنيسة في تعصبهم مثل بعض أئمة المساجد المتعصبين، ولكن ليس من حق هولاء الجنود رغم ما بيدهم من صلاحيات وشكوك استقرت في وجدانهم وعادة إليهم من نظرية المؤامرة أن يدهسوا من أبناء الوطن المزيد كما دهس مبارك أسفل دباباته الكثير من أبناء الشعب على مر عهده البائس، وإنما كان عليهم أن يتحروا الدقة في أرواح قرروا لها النحر سواء من المسلمين أو الأقباط".

أن المرحلة القادمة تقتضي منا أن نطبق تعالم الإسلام التي قررت أن الإخاء بين البشر قرين يرتبط بالإيمان ومن أهم ما يميزه، والقول بمفاضلة أحد من البشر على الآخر على سند من اختلاف الدين قولاً ليس بحق ولا يجوز إن يدعي به مدعي وينسبه إلى الشريعة، فالإسلام قرر أن الناس سواسية وأنهم خلقوا من نفس واحدة.

ونهاية فأنني أقول بأن أحداث ماسبيروا تقرر الأتي:

1- أن هناك خطأ وخروج عن المألوف أتى من خوارجاً في أقباط ماسبيروا بسلوكهم العنيف نحو تنفيذ مطالبهم حتى وان كانت مشروعه.

2- أن هناك خطاً وخروج عن المألوف في ردة الفعل أتى من خوارجاً في الجيش كردة فعل على سلوكيات ماسبيروا حتى وان كانت غير عاديه وبها تجاوز.

3- لا نستطيع أن نخلع ثوب المسئولية عما حدث من المجلس العسكري حتى وان وصفها المجلس مبررا ذلك بأنها كانت مؤامرة لان المجلس العسكري قد اقر بصمته قبل وبعد الأحداث سياسة غريبة لا يقتضيها مطلقاً الانتقال بالوطن إلى بر الأمن والسلامة.

والتساؤلات التي أوجهها إلى المجلس العسكري وتطرح نفسها طالبة الإجابة عليها.. ألم تسهم أنت في إنجاح هذه المؤامرة بإراقة دم المتظاهرين؟.. الم تعلم علم اليقين من هم المتاّمرين ولم تردعهم؟ أن لم يكن هناك علما بذلك، فأين جهاز المخابرات العامة وأين دوره؟.. ولم سكت عنهم على الرغم من علمك انه قد تصيبك أسلحتهم؟؟..

هناك تعليق واحد: