الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

يا ملــك ملـوك أفريقيـا لمـن المـلك اليـوم! تعليقات: 1 شارك بتعليقك


محمد جلال عبدالرحمنبجريدة الشروق http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=21102011&id=2f0891c1-dbd8-4eea-b09f-8862b9870807القذافي كان له تاريخ طويل وزاخر بالافتراءات التي لا تنتهي والتي لا يجوز أن تصدر من رئيس دولة أو ممن يقع على عاتقه قيادة المسيرة أو بناء النهضة.

كان يستخدم الإسلام في المهاترات السياسية والعبث السياسي بينه وبين غيره من رؤساء الدول والكيد لهم بهذا أو ذاك ولو على حساب الدين والمعتقدات التي كان من المفترض انه يمثلها بكونه قدوة لدى مجتمعه وممثلاً لهم في خارجه.

وكان يرى في نفسه ملك ملوك أفريقيا على العموم وظهر دوماً بمظهر المخالفين للعقيدة والشاذين عن الصف وله باع طويل في التهجم على التشريعات الإسلامية سواء من ناحية كونها عقيدة أو نظام حياه بما يجعلنا نتساءل.. أين الملك هذا اليوم من طغيانه وافتراءاته؟.

ذلك الرجل الذي لم يكن حالة منفردة لفساد وجنون الحاكم العربي وإنما كان قدوة لظاهرة فساد وانحطاط الحاكم في منطقتنا العربية ومدى تجوفه وتعريه من الفكر المتزن الذي كان من المفترض أن يخدم بناء نهضة شعبه.

حكاما يتفاخرون على شعوبهم يتعاظمون بالملك والمناصب والمال.. إذا ذكرت احدهم ذكرت حالا مشابه وإنما الاختلاف للتفاوت فقط في السيئات وليس لان هناك جيد وسيء فيما بينهم.. نسوا أن الله قدير وجبار ومتكبر وذو القوة المتين.. نسوا أن الله هو المالك لهذا الكون كله.

وإنما وهبهم ذلك امتحاناً لهم ليكونوا بين واقعين واقع أن يخدموا شعوبهم ويكونوا عونا لهم بما هو مفترض وبين واقع آخر وهو الفتنة التي أصابتهم فلم يعبروا عن شعوبهم وساءت أحوال الناس في حكمهم.

إن الغطاء قد انكشف الغطاء عن أعين الغافلين اللذين أغفلهم إخلاصهم الذي افترضوه فيمن ليس أهلا له وشاهدوا الأمر على حقيقته، والله عز وجل أعطاهم مؤشرات أوضحت رغبة الشعوب في عدم استمراريتهم إلا أنهم كانوا من الغافلين لجهلهم وعماهم وهو أصل هلاكهم، فمنهم من في السجن ومنهم من هرب ومنهم من حرق ومنهم من قتل ومنهم من لم يسمع هذا النداء حتى ذلك اليوم ويتشبث بالسلطة والكرسي.

إنهم لم يعبروا عن شعوبهم وعن عروبتهم!.. محارمنا ومعالمنا وشهامتنا وكرامتنا ومواردنا ومعاهدنا ومساجدنا ومقدساتنا كانت ملك أيديهم فقتلوا فينا شهامتنا وعروبتنا وتآمروا علينا.. رأينا الأطفال تقتل والنساء تهتك وتغتصب على أيديهم وأيدي من يواليهم. وظلت الشعوب صابرة عليهم إلا أنهم ظلوا على عهودهم بشعوبهم خنوعهم وخضوعهم أمام أعدائنا وظلمهم وتجبرهم وتكبرهم علينا.

إن ما رأيناه من مصير للقذافي يجعلنا نطرح التساؤل لغيره ولمن كانوا يسايرونه ويوافقونه على سياسيته وبوصفه لشعبه ولمن عارضوه بالجرزان ويجعلنا نجيب أيضا على هذا التساؤل في نفس الوقت.. أقول لهم قول الله تعالى "لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ" سورة غافر الآية 16، وأقولها أيضا لغيره من الحكام العرب اللذين ما زالوا جاثمين على صدور أمتهم طالبا منهم أن يتعظوا وكل الحكام على مستوى العالم مما حدث لـه وبما لقيه على مرأى ومسمع أمام الجميع والذي اذاعته كاميرات العالم.

هناك تعليق واحد:

  1. "لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ" سورة غافر الآية 16

    ردحذف