الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

الإعلام المصري ومدرسة جوزيف غوبلر



منشور بجريدة الشروق تجدونه من خلال هذا اللينك http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=28092011&id=5d9ffefe-c076-4638-a504-d276015635ebبقلم محمد جلال عبدالرحمنجوزيف غوبلر هو وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية، وأحد أبرز أفراد حكومة هتلر لقدراته الخطابية.

كان في بداية عهده من المعارضين لانضمام أدولف هتلر للحزب النازي ولكنه غير وجهة نظره في ذلك, وأصبح من المؤيدين لهتلـر بل لعب دورا ً مهما في الترويج والنشر للفكر النازي... إلخ.

وفي شأن الحديث عما يجري في مصري، فالحقيقة أن ما يقوم به الإعلام المصري منذ سنوات طويلة في مصر مشابه تماماً للدور الذي قام به جوزيف غوبلر، بل إنني اعد الإعلام المصري مدرسة من مدارس جوزيف غوبلر التي تتفرع فروعها في عالمنا العربي.

بينما صور جوزيف غوبلر أدولف هتلر للألمانيين على أنه المنقذ لهم ولألمانيا كان الإعلام المصري يمارس نفس الدور والتوجه، بالنسبة للرئيس المخلوع وللحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يمثل سياسة مبارك في شأن طغيانها على إرادة الشعب وإقلالها من كرامة المواطن.

وبينما كان يتبني دوماً إقصاء الآخرين ونزع الحريات من أصحابها من اجل أدولف هتلر حتى انه قال في مقولة شهيرة عن المثقفين "كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي" كان الإعلام المصري يمارس نهج الاستثمار في نفوس الشعب المصري بما يوجهه به النظام المصري الفاسد قبل الثورة بما في ذلك من تشويه صورة الإسلاميين على أنهم اساطيراً في الشراسة والتشدد وتشويه صورة الأحزاب وكل معارض يقف في طريقه ولو بالكلمة.

يجب ألا ينسى الشعب المصري الإعلام وألا يعطيه فرصة أخرى ليغرر به، كما غرر به وأضله عبر سنوات طوال، فقد صور له الدكتاتورية على أنها ديمقراطية مفرطة، فقد كان الديكتاتور يتجدَّد انتخابهُ بالتزوير ورغم أنف الجميع أو هو ينتخب نفسه، ويقول إنَّ الشعب قد انتخبه وإنه جنى ما جناه من رأي ومطلب الشعب، مُعتبراً أنهُ هو الشعب والشعب هو من حين إلى آخر.

كان الإعلام المصري في معظم أحواله كاذباً وفي كذبه كان يتبنى أيضا شعار شهير لجوزيف جوبلر يقول: «أكذب حتى يصدقك الناس» وما زال حتى الآن يقوم بنفس الدور ولكن لآخرين غير السابقين.

إن الإعلام الفاسد والمأجور أشد على الوطن من أعدائه فهو سهماً مسموماً يطعن الوطن بقوله وخداعه وخاصة بعدما أصبحت ثقافة الأغلبية "ثقافة تلقي" فقوله ينصت إليه ويشاع فيغتر به السفهاء، وينقاد بسببه الأغبياء، الذين لا يدركون الحقيقة ولا يفهمون المعاني فيعتقدون الحق باطلاً والباطل حقاً ويجدون راحة في الفوضى.

وعلى الرغم أنني كنت أطمح مع الطامحين أن يتغير الإعلام المصري بعد الثورة تغيراً كاملاً ودقيقاً يهز شياطين الإعلام المصريين اللذين يتعاونون فيما بينهم ويعينون الخوارج وهم جزءاً ليس بالقليل من أبناء الشعب المصري يعين كلا ًمنهم الآخر على الضلال.

أن المعركة طويلة وان الإصلاح عميق ولن تبتر جذور الإعلام الفاسد في مصر الذي أوجده نظام مبارك عن قريب أو بيسر كما يتصور الآخرون... فعندما يقضى على شياطين الإعلام في مصر ينصلح حال الكثيرين من أبناءه لأن الخوارج تحتاج من يسوسهم وقد اثبت الإعلام قبل الثورة انه كان يسوس ويدعوا لجمع كبير من شياطين كانت تخرب وتدمر وتسرق وتقتل باسم الوطن.

ومن أجل ذلك أرى أن الإعلام المصري فرعاً من مدرسة جوزيف جوبلر في مصر الذي تمكن من أن يقود لفكره النازي مع أدولف هتلر عشرات الملايين من الألمان و يجب أن نعمل مع ذوي الشأن على إغلاقها وإنهاء تدريس مناهجها في مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق