الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

جنوب السودان في عيون مصر

منشور بصحيفة المصريون


http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=78628

بقلم: محمد جلال عبدالرحمن   |  21-09-2011 00:20

لا يخفى على أحد الدور الذي تقوم به أمريكا منذ فترة طويلة نحو تسليح جنوب السودان بأحد وأحدث الأسلحة حتى تعدها لعداوة السودان والمنطقة العربية بأكملها في المستقبل .
وقد حدث الانفصال سريعاً في ظل صمت من الحكام العرب حتى وكأنك ترى ذلك انه كان نتيجة اتفاق الحكام العرب مع أمريكا والاستسلام لرغبتها التي لا تنكر نحو انفصال الجنوب وخلق قاعدة جديدة وقوية لها في قلب النطاق العربي او زرع سيفا ًغربيا بجوار القلب العربي "مصر" .
وقبل أن يتم الإعلان عن استقلال الجنوب بشكل رسمي تدفقت عليه الأسلحة والتمويل الأمريكي حتى يكون الشوكة الدائمة في حلق العرب وهذا ما أكده رئيس البعثة السودانية بكينيا السفير "مجوك واندونق" في تصريح لصحيفة الانتباهة حيث قال فيها إن هناك دفعة أولى وصلت من شحنة الأسلحة وصلت عبر ميناء ممباسا الكيني تحتوى على مدفعية ثقيلة وبعيدة المدى بجانب ذخائر وصواريخ مضادة للطائرات أمريكية الصنع كما أن هناك دفعة ثانية قد دخلت الجنوب عبارة عن عتاد عسكري ضخم يضم سيارات لأند كروزر ومدرعات حديث بجانب ملابس وأحذية للجيش الشعبي.
ولا غرو في دعم الغرب والمستعمرين وتهيئة الفرص لانفصال جنوب السودان ثم مساندتها في إعلان الاستقرار وذلك من اجل منافعها ومصالحها في الجنوب وأيضا لأجل إحكام المزيد من السيطرة وإطلاق المزيد من المعاونين لهم في المنطقة العربية .
ولكن ما يدعو للأسف هو الدعم العربي لاستقلال جنوب السودان بما فيها مصر التي دعمت الانفصال في عهد حاكمها المخلوع مبارك ولا زالت حتى بعد ثورتها المجيدة تدعم الاستقلال حيث حيث أكدت الحكومة المصرية أنها تعترف بدولة جنوب السودان ، وأنها ستكون ثاني دولة تعترف بجمهورية الجنوب بعد السودان ثم قرارها بدعم جنوب السودان بمبلغ 240 مليون دولار كمنحة غير قابلة للاسترداد .
كان المؤسف أن يدعم مبارك انفصال جنوب السودان بوصفه حاكماً لأكبر دولة عربية في المنطقة وما كان من مبرر لذلك سوى انه كان خادماَ كبيراً للسياسة الامركية والغربية إلا أن عهد مبارك قد انتهي وقد خلعه الشعب .
وعلى الرغم من انه قد أتى بعد عهد الحاكم المخلوع مبارك حكومة ثورية يفترض أنها تعبر عن نبض الشارع المصري والعربي ومدى معرفته أن لا خير سيأتي على العرب وعلى مصر بوجه الخصوص من انفصال جنوب السودان ، وان الجنوب قاعدة جديدة انشأها الأمريكيون والصهاينة لتخدم مصالحهم وتدير أوضاعا من خلال تحكمهم في إمكانيات تلك المنطقة جغرافيا واستراتيجياً إلا أن الحكومة المصرية قد لعبت دورا ً في الاعتراف بجنوب السودان ودعمه أيضا .





ولا ادري ما هي طريقة التفكير التي تتبعها الحكومة المصرية بإعلانها الاعتراف بالاستقلال ثم دعمهم في ظل الوضع الاقتصادي التي تمر به البلاد إلا تدرك خطورة تلك الدولة التي أعلنت عن وجودها ظاهراً باسم الجنوب والتي يقف خلفها دعما وحراكا من الغرب ؟ .
ألا تدرك الحكومة المصرية بعد ثورتها المجيدة وخاصة بعد أن قرر الشعب الذي كان غافلا عندما أعطى قيادة وطنه لعملاء وفاسدون أنه لن يتدخل في شئونه أمريكا او الغرب مرة أخرى مدى خطورة أن يكون لإسرائيل وأمريكا قاعدة تتمثل في دولة تنشأ بفكر جديد وببنية جديدة وبشكل جديد يعدها هولاء من الألف إلى الياء ؟ .
وما رأي الحكومة المصرية عندما علمت أن رئيس جنوب السودان "سلفا كير" قد أعلن استجابته لطلب النائب بالكنسيت "داني دانون" عن حزب الليكود بافتتاح سفارة إسرائيلية في بلاده وكذلك موافقة "دانون" على افتتاح سفارة للجنوب بتل أبيب ؟، كما أن النائب بالكنيست قد التقى برئيس برلمان جنوب السودان "دانيئيل أكوت" حيث اثني على سياسة إسرائيل واعتبرها نموذجاً .
ولا ادري لماذا يتعمد المسئولون في مصر أن يكونوا في حالة غياب عقلي عما تقره الوقائع والحقائق التي لا تنبأ إلا عن أن الغرب يتداعى علينا شيئاً فشيئاً حتى أنه قد اقترب من مأكلنا ومشربنا وملبسنا ويجب ألا ننساق وراء سياسته في الاعتراف بهذا أو ذاك ، ولا أدرى لماذا يأتون بخطأ استراتيجي كبير لا يمكن تفسيره ولا تبريره ؟ ..
وأن ما تقوم به أمريكا وإسرائيل في دولة جنوب السودان وما يفعله رئيس جنوب السودان وما تفعله مصر حاليا من اعترافها باستقلال الجنوب ثم دعمها نهاية .. يدعوني لطلب الإجابة على تساؤل يطرحه الواقع .. ما هي دولة جنوب السودان في عيون مصر وكيف تراها ؟ ..

law_eg2011@hotmail.com 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق